(أم يقولون نحن جميع منتصر)..لماذا أفرد "منتصر" والآية تتحدث عن جمع ؟

لطيفة

New member
إنضم
15 يوليو 2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
مقتضى الظاهر أن يقال في الآية : (أم يقولون نحن جميع منتصرون) غير أنه قيل "منتصر" بالإفراد..
جل المفسرون ، قالوا : لمراعاة الفاصلة.. لكني أظن أن الفاصلة ليست وحدها المعول عليها في هذا الإفراد..
فلا بد من غرض معنوي.. فما هو..؟؟
 
ذكر الإمام برهان الدين البقاعى - رحمه الله - فى كتابه ( نظم الدرر ) سبب هذا الإفراد فقال : [ " نحن جميع " : أى جمع واحد مبالغ فى اجتماعه فهو فى الغاية من الضم فلا افتراق له ، " منتصر " أى على كل من يناويه لأنهم على قلب رجل واحد ، فالإفراد للفظ " جميع " ولإفهام هذا المعنى ، أو أن كل واحد محكوم له بالانتصار ] .
- و ذكر الإمام الشوكانى -رحمه الله - نفس السبب الأول فقال [ و أفرد " منتصر " اعتباراً بلفظ جميع ] .
- هذا ما وقفت عليه الآن ولعل الأساتذة والإخوة يفيدونا بأكثر من ذلك بارك الله فيكم .
 
هو اسلوب لغوي معروف عند أهل اللغة وهو في الإنتقال من الجمع الى المفرد أو العكس وهذا مذهبُ سيبويه وهو العدول من صيغةً إلى صيغة وهو كثير في القرآن الكريم مثل قوله تعالى : (وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ) أو قوله:(وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ « وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ »: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ .. خالِدِينَ فِيها ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظهر لي من النظر في التفاسير أن ما أفاده الأستاذ (عبدالرحمن المشد) صواب –إن شاء الله- ،ولم أجد من قال أن ذلك من باب الإلتفات في الخطاب من المفرد إلى الجمع، وهذه بعض النقولات عنهم:

قال البغوي:
({ أَمْ يَقُولُونَ } يعني: كفار مكة { نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ } قال الكلبي: نحن جميع أمرنا [منتصر] من أعدائنا المعنى: نحن يد واحدة على من خالفنا منتصر ممن عادانا، ولم يقل منتصرون لموافقة رؤوس الآي.) ونقله القرطبي بنصه.

وقال ابن الجوزي في (زاد المسير):
((أم يقولون نحن جميع منتصر) المعنى أيقولون نحن يد واحدة على من خالفنا فننتصر منهم، وإنما وحّد (المنتصر) للفظ (الجميع) فإنه على لفظ واحد وإن كان اسماً للجماعة)

وقال الآلوسي في ( تفسيره ):
(ثم إن (جميع) على ما أشير إليه بمعنى التي أمرها مجتمع، وليس من التأكيد في شيء بل هو خبر (نحن)....وكان الظاهر (منتصرون) إلا أنه أُفرد باعتبار لفظ (الجميع) فإنه مفرد لفظاً، جمع معنىً ورُجّح هنا جانب اللفظ عكس (بل أنتم قوم تجهلون) لخفّة الإفراد مع رعاية الفاصلة)

وقال ابن عاشور في (التحرير والتنوير) :
(و ( جميع ) اسم للجماعة الذين أمرهُم واحد ، وليس هو بمعنى الإحاطة ، ونظيره ما وقع في خبر عمر مع علي وعباس-رضي الله عنهم- في قضية ما تركه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من أرض فَدَكَ ، قال لهما : ( ثم جئتماني وأمركما جميع وكلمتكما واحدة ) ، وقول لبيد :
عَرِيت وكان بها الجميعُ فأبكروا
منها وغودَر نْؤيُها وثُمامها
والمعنى : بل أيدَّعون أنهم يغالبون محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه وأنهم غالبونهم لأنهم جَميع لا يُغلبون .
ومنتصر : وصف ( جميع ) ، جاء بالإِفراد مراعاة للفظ ( جميع ) وإن كان معناه متعدداً .)
 
هو اسلوب لغوي معروف عند أهل اللغة وهو في الإنتقال من الجمع الى المفرد أو العكس وهذا مذهبُ سيبويه وهو العدول من صيغةً إلى صيغة وهو كثير في القرآن الكريم مثل قوله تعالى : (وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ) أو قوله:(وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ « وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ »: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ .. خالِدِينَ فِيها ..
ومثلها أيضاً وفي نفس السورة قوله تعالى ؛ (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ). فانظر كيف وصف الأعداء أيضاً وصف الجمع(الجمع) ثم انتقل بهم الى المفرد (دبر) بدل أدبار.
 
شكر الله لكم جيعا . وزادكم من فضله
وفي انتظار المزيد.
 
أم يقولون نحن جميع منتصر ) إن من روعة التعبير القرآني تعبيره بالإفراد لا الجمع ( منتصر ) لا (منتصرون ) لأن النصر لا يتحقق حتى يكون طالبوه على قلب رجل واحد في التعاون والتآلف والتخطيط والهدف ،إنه نصر واحد لفئة واحدة بقلب واحد وهدف واحد ، لذا لزاما على دعاة التغيير ورواده أن يكونوا اليد الواحد ة والرجل الواحد في الوحدة والقوة ، والنصر حليفهم قطعا بإذن الله .
 
أم يقولون نحن جميع منتصر ) إن من روعة التعبير القرآني تعبيره بالإفراد لا الجمع ( منتصر ) لا (منتصرون ) لأن النصر لا يتحقق حتى يكون طالبوه على قلب رجل واحد في التعاون والتآلف والتخطيط والهدف ،إنه نصر واحد لفئة واحدة بقلب واحد وهدف واحد ، لذا لزاما على دعاة التغيير ورواده أن يكونوا اليد الواحد ة والرجل الواحد في الوحدة والقوة ، والنصر حليفهم قطعا بإذن الله .
 
"جميعٌ " لفظة مفردة مذكرة تدل على جماعة
"جيشٌ" لفظة مفردة مذكرة تدل على جماعة
"كتيبة" لفظة مفردة مؤنثة تدل على جماعة
"هشيم" لفظة مفردة مذكرة تدل على جمع
فقوله تعالى (نحن جميعٌ منتصر) يعود فيها قوله منتصر الى اللفظة المذكرة المفردة الدالة على جماعة وكذلك القول (إننا كتيبة قوية) فالصفة تبعت الموصوف تأنيثاً وتذكيراً، جمعاً وإفراداً وكذلك القول (لدينا جيش فائق القدرة)
والله اعلى وأعلم وصلى الله على محمد
 
عودة
أعلى