من عجائب القرآن : السور المتماثلة

إنضم
8 سبتمبر 2009
المشاركات
1,159
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
القاهرة
بسم الله الرحمن الرحيم​

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن والاه
أما بعد ، ففى أحد الموضوعات القديمة بهذا الملتقى والذى ساهمتُ فيه ببضع مشاركات كنتُ قد أشرتُ إلى دراسة لى عن " ظاهرة التجانس بين سورتين من القرآن "
حيث لاحظت أنه يوجد أحيانأ تشابه كبير بين اثنتين من سور القرآن من جهتى الشكل والمضمون ، أو الإسلوب والموضوع معأ ، وإن كان الأشد ظهوراً - بوجه عام – هو التماثل فى الأسلوب
وقد عرضتُ فى حينه لنموذجين من هذا التماثل ، ثم وصلتنى رسائل عديدة على بريدى الخاص من بعض الأخوة أعضاء الملتقى يحثوننى فيها على عرض نماذج أخرى ، منها مثلآ تلك الرسالة :
أستاذنا الفاضل الشيخ العليمي المصري ... استفدت كثيرا مما سطرتموه بخصوص التجانس بين السور ... وإن أمكن وضع نماذج أخرى ، وكل الشكر لكم وجعله الله تعالى في ميزان أعمالكم
وهذه رسالة أخرى :
الأخ العزيز العليمي المصري .. أشكرك أولاً على ما تتحفنا به من مواضيع واكتشافات للأسرار القرآنية .. ذكرت في أحد مشاركاتك عن وجود دراسة لك تتعلق بظاهرة التجانس والإئتلاف بين السور.. أحب أن أخبرك أني مهتم بهذا الموضوع وأتمنى أن تنشره - إن استطعت - كما وعدت.. فأنا في شوق للإطلاع على هذا السر القرآني
كما كتبت إحدى الأخوات الفاضلات تقول :
الأستاذ العليمي المصرى :
الدكتور احمد نوفل في الأردن مهتم بالعلاقات بين السور وله في ذلك لطائف ، وهو يسميها وفق ما أذكر : التوأمة بين السور

تلك كانت بعض الرسائل التى وصلتنى ، ولهذا ونزولاً منى عند رغبة هؤلاء الأفاضل والفضليات ، قررت نشر هذا البحث فى موضوع مستقل ، هو هذا الموضوع ، وأعتذر منهم عن تأخرى فى الإستجابة لطلبهم ، رغم أن هذا التأخير كان رغمأ عنى
وكم كنت أود أن أطلع على بحث الدكتور أحمد نوفل فى هذا الصدد ، ولكنه على حد علمى لم ينشر منه شيئأ حتى الآن ، وآمل أن يقوم بذلك فى القريب العاجل ، نظرأ لأهمية الموضوع
وفيما يلى من مشاركات سأعرض لنماذج من هذا التماثل بين السور ، بما فيها ما سبق عرضه متناثرأ فى ثنايا ذلك الموضوع القديم
والله ولى التوفيق
 
النموذج الأول
سورتا النساء والأحزاب
هاتان السورتان مدنيتان ، ولكن على العكس من ترتيب المصحف نجد أن سورة الأحزاب هى الأسبق نزولا من سورة النساء ، ولهذا السبب قدمتُ ذكر آيات سورة الأحزاب فى مواضع المقارنة على آيات سورة النساء كما سنرى لاحقاً
ويلاحظ أن السورتين لم يفصل بينهما فى ترتيب النزول غير سورة واحدة فقط هى سورة الممتحنة ، حيث نزلت الأحزاب أولا يليها الممتحنة ، ثم النساء

أولاً : التماثل الموضوعى بين السورتين :
من الملفت للنظر بقوة أن نجد سورة الأحزاب قد تحدثت كثيراً عن النساء ، فتماثلت فى ذلك مع سورة النساء التى دل اسمها على هذا. وحتى يكون حديثى دقيقاً أقول :
أولا : سورة النساء هى أكثر سور القرآن حديثا عن نساء المسلمين بوجه عام ، بينما سورة الأحزاب هى أكثر سور القرآن حديثا عن نساء النبى بوجه خاص
ثانياً : سورة النساء هى التى قيدت عدد الزوجات لعامة المسلمين بأربع نساء للرجل بحد أقصى ، مع اشتراط العدل بينهن ( انظر الآية الثالثة منها )
وبالمثل نجد أن سورة الأحزاب قد جاءت هى الأخرى بقيد مماثل ، لكنه كان خاصأ بأزواج النبى صلى الله عليه وسلم ، حيث حرمت عليه الزواج فوق نسائه اللائى كن فى عصمته بالفعل وقت نزول هذا التحريم ، حيث قالت : (( لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شىء رقيبا )) – الآية 52
وبإيجاز نقول أن سورة النساء قد اهتمت بتنظيم الحياة الزوجية للمؤمنين بوجه عام ، بينما اهتمت سورة الأحزاب بتنظيم الحياة الزوجية للنبى صلى الله عليه وسلم بوجه خاص
ومن العجيب أن نجد هذا التجانس بين السورتين من جهة المضمون قد امتد ليشمل الناحية البيانية كذلك ، وتلك ظاهرة اعجازية عجيبة ، ولنرى معاً :

ثانياً : التماثل اللفظى بين السورتين :
لوحظ أن هاتين السورتين ( الأحزاب والنساء ) تشتركان فى بعض التعبيرات التى لا تشاركهما فيها أى سورة أخرى من سور القرآن ، بمعنى أن تلك التعبيرات قد اقتصر ذكرها فى القرآن على هاتين السورتين فحسب ، وفيما يلى أمثلة منها:

1) " وتوكل على الله ، وكفى بالله وكيلا " : وردت هذه العبارة فى الآيتين 3 ، 48 من سورة الأحزاب ، ثم تكررت فى سورة النساء الآية 81 ، ولم تتكرر ثانيةً فى القرآن كله فى غير تلك المواضع الثلاثة
2) " ميثاقا غليظا " : ورد هذا التعبير فى الآية السابعة من سورة الأحزاب ، كما ورد فى سورة النساء فى الآيتين 21 ، 154 منها ، ولم يأت له ذكر فى أى سورة أخرى
3) " كفى بالله حسيبا " : ورد ذكر هذا التعبير فى الآية 39 من سورة الأحزاب ، ثم تكرر فى الآية 6 من سورة النساء ، وهذا هو كل ما جاء منه فى القرآن كله
4) " اعتدنا للكافرين عذابا مهينا ": وردت هذه العبارة فى الآية 57 من سورة الأحزاب ، كما جاءت ثلاث مرات فى سورة النساء ، فى الآيات : 37 - 102 - 151 ولم تتكرر مرة أخرى فى القرآن
5) " بهتانا واثما مبينا " : ورد ذكره فى الأحزاب 58 ، ثم فى النساء : 20 ، 112 ولم يتكرر فى غيرهما
هذا ما تيسر رصده من أوجه الشبه بين السورتين ، وفيما سيلى من مشاركات سأعرض لسور أخرى متماثلة شكلاً وموضوعأ ، قريبأ إن شاء الله
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد،،،
هذه والله درر من القرآن الكريم وأسأل الله أن يوفقك ويفتح عليك
وهذه أول الدرر التى إن شاء الله تتبعها أخواتها فينتظم لنا العقد الغالى
فأبحر بنا يا أستاذنا العليمى فأنت ربان السفينة وغواص بحارها
واستخرج لنا ما تسعد به أعيننا وتريح به نفوسنا
والله أسأل أن يسدد قلمك ويهبك من الفتوحات العظيمة إنه ولى ذلك
 
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل ونشكرك على إجابة الطلب وتحقيق الرغبة و لا زلنا ننتظر المزيد إن شاء الله
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد،،،
هذه والله درر من القرآن الكريم وأسأل الله أن يوفقك ويفتح عليك
وهذه أول الدرر التى إن شاء الله تتبعها أخواتها فينتظم لنا العقد الغالى
فأبحر بنا يا أستاذنا العليمى فأنت ربان السفينة وغواص بحارها
واستخرج لنا ما تسعد به أعيننا وتريح به نفوسنا
والله أسأل أن يسدد قلمك ويهبك من الفتوحات العظيمة إنه ولى ذلك
غفر الله لك يا شيخ إسماعيل
أخوك الفقير دون ما ذكرتَ ، نسأل الله العفو والعافية
وأشكرك على دعائك الطيب ، وبمثل تلك الدعوات الصالحة يفتح الله على أمثالى ، وله الحمد
 
بارك الله فيك استاذ عليمي فيما وفقك الله من معرفة اسرار كتاب الله وننتظر منك المزيد
وبارك فيكم أخى العزيز
والمزيد الذى تنتظره قادم إن شاء الله فى الطريق
 
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل ونشكرك على إجابة الطلب وتحقيق الرغبة و لا زلنا ننتظر المزيد إن شاء الله
وجزاكم خيرأ أخى الكريم
وفى المشاركة القادمة بإذن الله ستجد نموذجأ جديدأ لم يسبق نشره من قبل
 
النموذج الثانى :
التماثل بين سورتى الأنعام ويونس

أولأ : التماثل فى الموضوع :
فى تعريفه بسورة يونس نجد العلامة سيد قطب رحمه الله يقارن بين أربع سور مكية ، فهو يقارن بين سورتى الأنعام والأعراف من جهة وسورتى يونس وهود من جهة أخرى ، فيقول :
(( ولقد كان آخر عهدنا – فى هذه الظلال – بالقرآن المكى سورة الأنعام وسورة الأعراف متواليتين فى ترتيب المصحف .. فالآن إذ نعود إلى القرآن المكى نجد سورتى يونس وهود متواليتين فى ترتيب المصحف وترتيب النزول أيضأ .. والعجيب أن هناك شبهأ كبيرأ بين هاتين السورتين ( يونس وهود ) وتلكما ( الأنعام والأعراف ) فى الموضوع ، وفى طريقة عرض هذا الموضوع كذلك !! فسورة الأنعام تتناول حقيقة العقيدة ذاتها وتواجه الجاهلية بها ، وتفند هذه الجاهلية عقيدةً وشعورأ ، وعبادةً وعملاً . بينما سورة الأعراف تتناول حركة هذه العقيدة فى الأرض وقصتها فى مواجهة الجاهلية على مدار التاريخ
وكذلك هنا مع سورتى يونس وهود ، فى شبه كبير فى الموضوع وفى طريقة العرض أيضأ .. إلا أن سورة الأنعام تنفرد عن سورة يونس ، بارتفاع وضخامة فى الإيقاع ، وسرعة وقوة فى النبض ، ولألاء شديد فى التصوير والحركة ... فأما هود فهى شديدة الشبه بالأعراف موضوعأ وعرضأ وإيقاعأ ونبضأ ))
ثم فى بداية تفسيره لسورة يونس يعود مرة أخرى إلى مقارنتها بسورة الأنعام فيقول :
(( السورة كلها - كما أسلفنا في تقديمها - لحمة واحدة، يصعب تقسيمها إلى مقاطع: شأنها في هذه الخاصية شأن سورة الأنعام التي سبق الحديث عنها في الجزء السابع - مع تميز كل سورة بشخصيتها وطابعها الخاص - فهي تتدفق في هيئة موجات متوالية؛ تنصب بمؤثراتها الموحية على القلب البشري، وتخاطبه بإيقاعات منوعة.. من التعجيب من أمر المشركين في استقبالهم للوحي والقرآن. إلى عرض المشاهد الكونية التي تتجلى فيها ألوهية الله سبحانه.. إلى عرض مشاهد القيامة. إلى عرض أحوال البشر في مواجهة الأحداث التي تمر بهم. إلى عرض مصارع الغابرين.. إلى آخر ما سبقت الإشارة إليه من الموضوعات والمؤثرات التي تحتويها السورة. ))

ثانيأ : التماثل فى الاسلوب :
نجد بين سورتى الأنعام ويونس تشابهأ كبيرأ فى الألفاظ والتعبيرات ، بل أكثر من هذا نجد هاتين السورتين قد انفردتا بذكر تعبيرات خاصة بهما وحدهما لم تشاركهما فيها أى سورة أخرى ، وهناك نوع آخر من التعبيرات كادت تنفرد بذكرها هاتان السورتان ، حيث لم تشاركهما فيها غير سورة واحدة فقط . وفيما يلى أمثلة من هذين النوعين من التعبيرات ، مع ملاحظة أنى قد ميّزت النوع الأول منهما باللون الأحمر ، بينما ميّزت النوع الثانى باللون الأزرق :
1)" إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" : وردت هذه العبارة فى الآية 15 من سورة الأنعام ، ثم فى الآية 15 أيضأ من سورة يونس !!
2) " وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ " : وردت فى الأنعام 17 وفى يونس 107
3) " مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ .." : فى الأنعام 21 ، ثم فى يونس 17
4) " وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ " : الأنعام 22 ، يونس 28
5) " وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ " : الأنعام 25 ، ثم يونس 42 لكن بلفظ "يستمعون"
6) " إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ " : الأنعام 50 ، يونس 15
7) " الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ " : الأنعام 108 ، يونس 66
8) " رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ " : الأنعام 62 ، يونس 30
9) " لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" : الأنعام 63 ، يونس 22 لكن بلفظ " أَنجَيْتَنَنا"
10) " فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ " : الأنعام 114 ، يونس 94
11) " إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ " : الأنعام 116 ، يونس 66
12) " كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " : الأنعام 122 ، ثم فى يونس 12 لكن بلفظ " لِلْمُسْرِفِينَ" بدلأ من " للكافرين "
13) " يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ" : الأنعام 125 ، ثم فى يونس 100 لكن بلفظ " يَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ "
14) " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ ... وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ" : الأنعام 140 ، يونس 45
15 ) " إِن كُنَّا عَن ... لَغَافِلِينَ " : الأنعام 156 ، يونس 29
16) " لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا " : الأنعام 158
وفى يونس 98 لكن بلفظ " فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا " ، ورغم اختلاف التعبيرين قليلاً ، لكن وجه التماثل بينهما هو حديثهما المشترك عن نفع الإيمان
وهكذا يبدو التشابه قويأ جدأ بين سورتى الأنعام ويونس ، سواء من جهة الموضوع ، أو من جهة الاسلوب
وإلى اللقاء مع نموذج جديد قريبأ إن شاء الله
 
النموذج الثالث :
التماثل بين سورتى الأعراف وهود

أولأ : التماثل فى الموضوع :
فى النموذج السابق رأينا كيف قارن العلامة سيد قطب رحمه الله بين سورتى الأنعام والأعراف من جهة وسورتى يونس وهود من جهة أخرى ، وكان مما قاله :
(( والعجيب أن هناك شبهأ كبيرأ بين هاتين السورتين وتلكما فى الموضوع ، وفى طريقة عرض هذا الموضوع كذلك !! فسورة الأنعام تتناول حقيقة العقيدة ذاتها ... بينما سورة الأعراف تتناول حركة هذه العقيدة على مدار التاريخ ، وكذلك هنا مع سورتى يونس وهود ، فى شبه كبير فى الموضوع وفى طريقة العرض أيضأ... فأما هود فهى شديدة الشبه بالأعراف موضوعأ وعرضأ وإيقاعأ ونبضأ ))
ويمكن أن نضيف إلى هذا الكلام الرائع أن سورة الأعراف يستغرقها القصص القرآنى حول دعوة رُسل الله لأقوامهم وفقأ للتسلسل التاريخى لهم ، وأن نفس هذا الأمر نجده فى سورة هود كذلك وبنفس التسلسل تمامأ !!
ومن الأفضل أن نترك تفصيل هذا الأمر إلى العنصر الثانى المتعلق بطريقة العرض أو التماثل فى الاسلوب ، فهيا لنرى معاً تفاصيل هذا الأمر العجيب
ثانيأ : التماثل فى الاسلوب :
من المدهش ملاحظة أنه توجد سورتان اثنتان فقط فى القرآن كله قد انفردتا بذكر قصص ستة من رسل الله على التوالى ، ودون الإخلال بترتيبهم فى الذكر ، هؤلاء الرسل هم :
نوح ، ثم هود ، ثم صالح ، ثم لوط ، ثم شعيب ، ثم موسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
أما السورتان المعنيتان فهما : الأعراف وهود فقط لا غير
فأما الأعراف فقد ذكرت قصص هؤلاء الرسل الستة فى الآيات من 59 حتى 137
وأما هود فذكرتهم فى الآيات من 25 حتى 99
ولم يقف الأمر عند حد انفراد هاتين السورتين بذكر تلك القصص معاً على التعاقب ، بل إنه يوجد العديد من المتشابهات اللفظية بين قصص السورتين ، نذكر منها ما يلى :
أولأ : فى سورة الأعراف نجد قصة قوم هود مثلاً تبدأ هكذا :
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65)
وفى سورة هود تبدأ هكذا :
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50)

ثانيأ : فى الأعراف 73 وهود 61 تبدأ قصة قوم صالح هكذا :
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ

ثالثأ : فى الأعراف 73 : هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وفى هود 64 : وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ

رابعأ : فى الأعراف 85 وفى هود 84 تبدأ قصة قوم شعيب هكذا : وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ

خامسأ : فى الأعراف 85 : فَـأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا
وفى هود 85 أيضأ : وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ

سادسأ : فى الأعراف 85 : ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
وفى هود 86 : بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ

سابعأ : فى الأعراف 103 : ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ
وفى هود 96 ، 97: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ

ثامنأ : فى الأعراف 101 : تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا
وفى هود 100 : ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ
ومن المهم ملاحظة أن تعبير " أنباء القرى " قد اقتصر على هاتين السورتين فقط ، فهو مميز لهما وحدهما

وهكذا يتبين لنا أن هاتين السورتين متماثلتان من وجوه كثيرة ، وأن العلامة سيد قطب رحمه الله كان ثاقب النظر حين قرر أن :
(( سورة هود شديدة الشبه بالأعراف موضوعأ وعرضأ وإيقاعأ ونبضأ ))
والحمد لله على توفيقه لنا فى إثبات هذا التماثل
ونلتقى مع نماذج أخرى فيما بعد إن شاء الله
 
موضوع شيق وبحث ممتاز واضح فيه جهدكم استاذ عليمي واري فيه تكملة لموضوعكم الرائع مثاني فواتح السور وفقكم الله دائما
 
موضوع شيق وبحث ممتاز واضح فيه جهدكم استاذ عليمي واري فيه تكملة لموضوعكم الرائع مثاني فواتح السور وفقكم الله دائما

جزاك الله خيرأ أخى ، ولكن أحب أن أوضح أن هذا الموضوع مستقل بذاته وليس امتدادأ لأى موضوع آخر
 
ما شاء الله أعجبنى جدا التماثل بين سورتى الأعراف وهود وخاصة ذكر الميزان فى نفس رقم الآية فى السورتين 85 وهى لفتة رائعة
هى لفتة رائعة منك أنت يا شيخ إسماعيل ، بارك الله فيك
وأتعجب : ألم يلحظ أحد سواك هذا التوازن المدهش ؟!
وبمناسبة الآية 85 المتشابهة فى السورتين أقول :
لقد كان مما جاء فيها كذلك قوله تعالى : " وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ "
وأُذكّر نفسى والجميع بهذا النهى الإلهى الحكيم ، كما أرجو من إدارة الملتقى بصفة خاصة أن تعمل به ، وذلك بألا تتجاهل المواضيع المتميزة المنشورة فى الملتقى وألا تُعرض عنها كل الإعراض ، خاصة إذا كان أصحابها قد أقاموها على أُسس علمية دقيقة ، وبذلوا فيها ما وسعهم من جهد ، وخرجوا من ذلك بنتائج لها وزنها العلمى الذى لا يمكن جحده أو إنكاره
أسأل الله أن يجمع شملنا وأن يُصلح فساد قلوبنا ، ويسلل سخائم نفوسنا ، وأن يعين أنفسنا على أن تقر بالحق ولا تجحده بعدما استيقنته
اللهم ارزقنا قلوبأ تقية نقية لا تتنكر للحق ولا تخالطها ذرة واحدة من كبر ، اللهم آمين
 
النموذج الرابع
سورتا الاسراء والفرقان

أولأ : التماثل الموضوعى بين السورتين :
هاتان السورتان الكريمتان تشتركان فى حديثهما المسهب عن موقف الكفار من النبى صلى الله عليه وسلم واستعراض أقوالهم فيه
وللمقارنة السريعة انظر على سبيل المثال الآيات من 7 الى 10 من سورة الفرقان وقارنها بالآيتين 47- 48 من سورة الاسراء وكذلك بالآيات من 90 الى 93 منها ، فيتبين لك التشابه الشديد بين السورتين ، وإليكم الآيات :
أولاً : آيات سورة الفرقان :
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)
ثانياً : آيات سورة الإسراء :
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)
وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)
وقد كان من اللافت للنظر فى الدلالة على هذا المعنى أن نجد السورتين كلتيهما قد افتتحا ببيان فضل الله العظيم على النبى صلى الله عليه وسلم ، وأنهما عبرتا عن ذلك بلفظ مشترك بينهما ، هو لفظ ( عبده )
ففاتحة الفرقان تقول : " تبارك الذى نزل الفرقان على عبده .. "
وفاتحة الاسراء تقول : " سبحان الذى أسرى بعبده .. "
ففى الافتتاح نفسه تجانس وانسجام بين السورتين !!
بل ان الآية الأولى فى كل منهما قد بدأت بلفظ يفيد تنزيه الله تعالى وتقديسه ، فهو فى الفرقان ( تبارك ) ، وفى الاسراء ( سبحان ) !!

ثانياً : التماثل اللفظى بين السورتين :
لوحظ أن سورتى الفرقان والاسراء قد اشتركتا فى العديد من التعبيرات التى جاءت خاصة بهما وحدهما من دون سور القرآن جميعا
من تلك العبارات ما يلى :
1)" قال الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا "
وردت بالآية الثامنة من سورة الفرقان ، وقد ورد ما يماثلها فى الآية 47 من الاسراء ، فيما عدا مضارعة فعل القول ( يقول ) فى الاسراء بدلا من ماضيه ( قال ) فى الفرقان . وبرغم هذا الاختلاف اليسير فاننا نجد أن هذا التعبير لم يأت مرة أخرى خارج هاتين السورتين
2)" انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً "
وردت هذه العبارة فى الآية التاسعة من سورة الفرقان ، ثم تكررت فى الآية 48 من سورة الاسراء ، ولم تأت مرة أخرى فى أى سورة سواهما
3)" كفى بربك "
ورد هذا التعبير فى الآية 31 من الفرقان ، ثم تكرر فى الآيتين 17 و 65 من الاسراء ، ولم يتكرر مطلقا فى أى سورة سواهما
" 4)" فأبى أكثر الناس الا كفورا "
فى الآية 50 من الفرقان ، 89 من الاسراء ، وقد اقتصر هذا التعبير كذلك على هاتين السورتين فحسب
5)" بذنوب عباده خبيرا "
فى الآية 58 من الفرقان ، 17 من الاسراء لكن بزيادة ( بصيرا ) ، ومع ذلك فهو تعبير خاص بهاتين السورتين وحدهما
6)" سبيلاً " : ورد هذا اللفظ ست مرات تماما فى كلٍ من السورتين
7)" كبيراً " : جاء هذا اللفظ هكذا ( منونا بالفتح ) ست مرات فى سورة الاسراء ( وهو أكبر عدد لتكراره فى سورة من السور ) ، ثم تلتها فى هذا سورة الفرقان فى المرتبة الثانية مباشرة
وبعد ، فتلك مجرد أمثلة وليست هى كل شىء ، وإلا فالتجانس بين السورتين يعد أوسع مما ذكرنا ، ولكنى أكتفى بهذا القدر لأنه يفى بالغرض
 
جزاك الله خيراً على هذا الجهد المبارك

أود أن أتسائل عن نموذجين سابقين ذكرت أنك أنزلتهما في الملتقى هل من الممكن أن تعيد نشرها في هذا الموضوع وشكراً
 
جزاك الله خيراً على هذا الجهد المبارك
أود أن أتسائل عن نموذجين سابقين ذكرت أنك أنزلتهما في الملتقى هل من الممكن أن تعيد نشرها في هذا الموضوع وشكراً
جزانا و جزاكم
أرجو أن تقبل اعتذاري عن تكملة الموضوع
 
أستاذنا العليمي
هل هناك تماثل بين سورتي البقرة وآل عمران أم أنه فقط بعض الآيات المتشابهات ؟
أما من جهة التشابه اللفظى فنعم ، يوجد ما بين السورتين الكريمتين تشابه كبير بالفعل ، وإذا أردتَ أن تقف على تفاصيل هذا الأمر فأنظر الملف الثالث من هامش المشاركة الأولى من الموضوع التالى :
http://vb.tafsir.net/tafsir18584/#post94905
هذا عن التماثل اللفظى ، أما من جهة التماثل الموضوعى فلا أستطيع أن أقطع بوجوده بينهما ، ولو كنتُ وجدته لكنتُ قد بدأت موضوعى هذا بهما
 
موضوع قيم بارك الله بكم وزادكم من فضله.
كنتم قد أشرتم في أول مشاركة عما يقدمه د. أحمد نوفل ويشير إليه بالتوأمة بين السور وهو يعرضه خلال حديثه في التفسير وقد جمعت للدكتور بعض هذه الموافقات بين السور وأضفت عليها بما فتح الله تعالى عليّ من تأملات آيات السور وصممتها على شكل صور ليسهل نشرها وهي مجموعة في صفحتي على الفايسبوك إسلاميات على هذا الرابط
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.631976736824274.1073741839.490473380974611&type=3
نفعنا الله وإياكم بالقرآن العظيم ورزقنا فهما وتأملا وتدبرا في آياته.
 
موضوع قيم بارك الله بكم وزادكم من فضله.
كنتم قد أشرتم في أول مشاركة عما يقدمه د. أحمد نوفل ويشير إليه بالتوأمة بين السور وهو يعرضه خلال حديثه في التفسير وقد جمعت للدكتور بعض هذه الموافقات بين السور وأضفت عليها بما فتح الله تعالى عليّ من تأملات آيات السور وصممتها على شكل صور ليسهل نشرها وهي مجموعة في صفحتي على الفايسبوك إسلاميات على هذا الرابط
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.631976736824274.1073741839.490473380974611&type=3
نفعنا الله وإياكم بالقرآن العظيم ورزقنا فهما وتأملا وتدبرا في آياته.
بارك الله بك أختنا الكريمة
سرنى اعجابِك بالموضوع ، وتم الإطلاع على الرابط المذكور ، جزاكِ الله خيرأ
 
وجزاك الله خيرا مثله أخي الكريم وبانتظار المزيد من النماذج بإذن الله تعالى.
سبحان الله، كلما تعمقنا في آيات القرآن العظيم نجد مثل هذه النماذج كثيرا وتبين لنا معنى قوله تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) الزمر)
رزقنا الله تعالى وإياكم فهما وتدبرا وتأملا في آيات كتابه العزيز
 
جزاك الله خيرا أخانا العليمي على هذا الموضوع الشيق و جعله في ميزان حسناتك.
لكن الملاحظ أن التماثل الذي ذكرته ليس تماثلا مطلقا بل هو تماثل نسبي، بعبارة أخرى هذا التماثل إنما هو في جانب واحد أو أكثر من السورتين و ليس في كل مواضعهما فهل يمكن القول أن الأولى أن نسميه تشابها، لأن التماثل إنما يراد به التطابق من كل وجه، بخلاف التشابه؟.
قال ابن فارس رحمه الله تعالى:" (مثل) الميم والثاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على مناظرَة الشّيءِ للشيء. وهذا مِثْل هذا، أي نَظِيرُه، والمِثْل والمِثال في معنىً واحد..." اهـ.
و هكذا كل مشتقات "التماثل و التشابه" تدور في هذا الفلك، يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:" و الفرق بين التمثيل و التشبيه أن التمثيل يقتضي المساواة من كل وجه بخلاف التشبيه" اهـ.
و الله أعلم و أحكم.
 
وجزاك الله خيرا مثله أخي الكريم وبانتظار المزيد من النماذج بإذن الله تعالى
الأخت الكريمة ، أرجو قبول إعتذارى عن تكملة الموضوع فى الوقت الراهن ، وهذا لأنى وجدت بقية النماذج تحتاج منى لمزيد من التوسع والتفصيل ، وأنا لا أحب أن أتعجل أو أتكلف فى أمر يخص القرآن العظيم
 
جزاك الله خيرا أخانا العليمي على هذا الموضوع الشيق و جعله في ميزان حسناتك.
لكن الملاحظ أن التماثل الذي ذكرته ليس تماثلا مطلقا بل هو تماثل نسبي، بعبارة أخرى هذا التماثل إنما هو في جانب واحد أو أكثر من السورتين و ليس في كل مواضعهما فهل يمكن القول أن الأولى أن نسميه تشابها، لأن التماثل إنما يراد به التطابق من كل وجه، بخلاف التشابه؟.
وجزاكم مثله أخى الكريم ، ولكن التماثل لا يعنى التطابق التام من كافة الوجوه ، بل يكفى أحيانأ أن يكون فى وجه واحد ، وتدبر بعض مواضع ذكر مادة ( م ث ل ) فى القرآن يؤكد ذلك
ثم إن الأستاذ الدكتور أحمد نوفل قد أطلق على نفس هذه الظاهرة صفة " التوأمة " ، وما هى من صفة التماثل ببعيد ، بل ربما كانت أشد منها مبالغة
وفقكم الله
 
جزاكم الله جميعا كل خير على هذا الموضوع الهام جدا ونور قلوبنا جميعا بالقرآن
 
بارك الله جهودكم، وفتح عليكم، وعلمكم بفضله.
أتساءل عن ما يمكن استنباطه من حكمة هذه التماثلات، وما الذي ينبني عليها من الناحية الإعجازية في القرآن الكريم، وفي الجانب الإيمانيّ في قلوبنا نحن المتدبرون لكلام ربنا جلَّ وعلا.
 
اللهم اشمله برحمتك وأنعم عليه برضك.
أثمنى أن يكون مزيد من البحث في هذا الباب ، فقد يكون و الله أعلم، أن تلك السور المتماثلة التي تناولها الاستاذ العليمي المصري هي السبع من المثاني .
 
بارك الله فيكم على الإفادة، لنا اهتمام خاص بهذه اللطائف الكاشفة عن عدة خصائص للقرآن الكريم، في نطاق الوحدة الموضوعية للسورة الواحدة، وعلى سبيل التقارب الموضوعي والأسلوبي بين السور ، فإلى جانب ما تفضلتم بذكره يبرز التشابه كذلك من خلال التعقيبات، والتي يسميها بعض العلماء الفواصل، فبين سورتي النساء والأحزاب مثلا صلة من هذا النوع في العبارات التعقيبية المقترنة على سبيل التوكيد بالناسخ المتحول عن وظيفته (كان) على غرار: وكان الله بكل شيء عليما، وكان الله عليما حكيما .. فلا نكاد نجد هذه العبارة التعقيبية إلى في سورتي النساء والأحزاب غضافة إلى سورة الفتح.. وقس على ذلك العديد من العبارات المطّردة في سور بعينها
أيضا تتحقق هذه التوأمة، أو هذا التقارب بين السور ذات الفواتيح المتطابقة من الحروف المقطعة، ولذلك فبدل الغوص فيما لا طائل منه من استكشاف معاني هذه الحروف مما أطال العلماء النفس فيه، يجدر بنا ضم المتشابهات فيها إلى بعضها والخروج بشواهد التوافق الأسلوبية والموضوعية
والحديث يطول في الموضوع عساني اشارك فيه لاحقا بثمرات نظري وتدبري المتواضعة
[email protected]
 
قبل سنوات تواصلت مع الأستاذ العليمي رحمه الله رحمه الله بعد أن نشر موضوعه (السور المتماثلة ) و أخبرته بفرضية معينة ( ان صح التعبير ) لها علاقة بموضوعه و أرسلت له بعض الشواهد على هذه الفرضية و كنت أريد أن أعرف رأيه فيها و رد علي وقتها بأن هذه الشواهد جديرة بالملاحظة و لكن تحتاج إلى دراسة كاملة حتى تتأكد من صحة هذه الفرضية و كنت أرغب في الحقيقة أن يقوم الأستاذ - رحمه الله - رحمه الله بهذه الدراسة الشاملة لأنه أقدر مني على هذا الموضوع فهو الباحث صاحب البحوث القرآنية الشيقة و لقد بقيت بعدها بسنوات أتأمل في فكرة هذه الفرضية و أضيف لها العديد من الشواهد لكنها كانت تبدو ناقصة وغير مكتملة ولم أستطع أن أصل الى التفسير الكامل لهذه الفرضية مهما حاولت أو فكرت في الموضوع حتى أوشكت أن أصل الى مرحلة اليأس وكان من فضل الله أن عدت إلى الموضوع المنشور هنا بعد كل هذه السنوات و بعد قراءته مرة أخرى استطعت أن أصل تقريبا الى النموذج الذي يفسر جزء من هذا الفرضية المتعلقة بظاهرة التقابل بين السور ومن الممكن لو كان هذا النموذج صحيحا أن يساعد على تفسير أسرار ترتيب السور ( لا أزعم أن النموذج كامل فهناك العديد من الاسئلة التي تحتاج الى اجابات و القضايا التي تحتاج الى تفسير )


الفكرة :

تقوم هذه الفرضية على تقسيم القرآن من الفاتحة الى الناس الى مجموعات ( انظر الجدول في المرفقات ) وعندما نبدأ بمجموعة ولتكن المجموعة التي تبدأ بالفاتحة و تنتهي بالمائدة سنلاحظ أن لها علاقة و هناك تشابه واشتراك في بعض الأمور مع المجموعة الثانية التي تبدأ بالانعام و تنتهي بالتوبة و تشابه أيضا مع المجموعة الثالثة التي تبدأ بسورة يونس و تنتهي بسورة ابراهيم و هكذا مع بقية المجموعات حتى آخر المصحف .

ولكي نتأكد من الافتراض أدعو لتأمل هذه السور التي تحمل الرقم (1) في كل المجموعات التي في الجدول و لتحاول أن نكتشف التشابه الذي بينها ( التشابه اللفظي و التشابه في الموضوعات )


( الفاتحة – الأنعام – يونس – الحجر – الانبياء – الشعراء – يس – فصلت – الدخان – ق – الرحمن – الصف – القلم – القيامة – التكوير – الطارق – الشمس – العلق – القارعة )

وتأمل السور التي تحمل الرقم (2) في كل المجموعات وتأمل التشابه بينها
( البقرة – الأعراف – هود – النحل – الحج – النمل – الصافات – الشورى – الجاثية – الذاريات – الواقعة – الجمعة – الحاقة – الإنسان – الانفطار – الأعلى – الليل – القدر – التكاثر )


( لا حظ أن هذا النموذج يتفق مع بحث الأستاذ العليمي رحمه الله الذي أثبت وجود تماثل بين سورة الأنعام و سورة يونس و يتفق أيضا مع كلام صاحب الظلال - رحمه الله - رحمه الله في وجود شبه شديد بين سورة هود وسورة الأعراف )

- هذا بيان مختصر للفكرة ولم أحب أن يطول الموضوع بوضع الشواهد والأدلة وذكر التفاصيل

  • هذا الموضوع يحتاج دراسة كاملة شاملة من أول المصحف الى آخره لتأكيد فرضية التقابل والتشابه بين هذه المجموعات و صحة تقسيم القرآن حسب هذا التقسيم ...وفي الحقيقة أنا لست متخصص في الدراسات القرآنية و أنا بحاجة الى اجراء هذه الدراسة تحت اشراف أو بمساعدة شخص متخصص في علم التفسير و مهتم بظاهرة السور المتماثلة و أسرار ترتيب السور في القرآن فإذا وجد هذا الشخص في هذا المنتدى فأرجو أن يتواصل معي مشكورا .
 
أساس الفرضية :

تقوم هذه الفكرة على افتراض تقسيم سور القرآن بحسب ترتيبها في المصحف الى عدد معين من المجموعات ( كما هو في الجدول المرفق ) و السور التي تحمل الرقم (1) في كل المجموعات لها علاقة قوية بكل السور التي تحمل ذات الرقم في المجموعات المختلفة و السور التي تحمل الرقم (2) لها علاقة بالسور التي تحمل الرقم(2) في كل المجموعات و هكذا و لأزيد الأمر توضيحا بالمثال :

العلاقة بين سور الرقم (2) :
اذا تأملنا السور التالية و هي ( البقرة – الأعراف – هود – النحل - الحج - النمل – لقمان- الصافات – الشورى – الجاثية – الذاريات – الواقعة – الجمعة – الحاقة – الانسان – الانفطار – الأعلى – الليل – القدر – التكاثر ) و هي السور التي نسميهب سور الرقم (2)نجد أن هناك العديد من المواضيع التي تكرر في هذه السور أكثر من من السور التي ليست من سور الرقم (2) .

مثال توضيحي:

- كلمة ( النعيم )مثلا وردت في المصحف 10 مرات نصف هذا العدد جاء في سور الرقم (2) .

- كلمة ( نعيم ) وردت 6 مرات في المصحف و مرتين منها في سور الرقم (2) وهذا ثلث عدد المرات الوارد في كل المصحف .

- كلمة ( نعيما ) لم ترد الا في سورة الانسان و هي من سور الرقم (2) .

- ومن اللطائف أن سورة النحل تسمى سورة النعيم كما ورد في بعض التفاسير و هي من سور الرقم (2) .

مثال آخر :

- كلمة ( الجحيم ) وردت 23مرة في المصحف 10 مرات منها في سور الرقم (2) وهذا قريب النصف .


- في سورة الصافات وردت كلمة ( الجحيم ) 6 مرات و هي أكثر سورة وردت فيها هذ الكلمة وهي من سور الرقم (2).

- كلمة ( جحيم ) لم ترد في المصحف الا مرتين واحدة في سورة الواقعة و الثانية في سورة الانفطار و كلتا السورتين من سور الرقم (2)


ملاحظة :

سورة ( لقمان) وان كانت تحمل الرقم (1) في بداية مجموعتها ( كما في الجدول ) الا أنها تحمل خصائص سور الرقم (2) و لا أعرف سبب عدم بدء هذه المجموعة بسورة تحمل خصائص الرقم (1) كبقية المجموعات فالسورة التي قبلها وهي سورة الروم تحمل خصائص السور التي تنتهي بها المجموعات أما سورة لقمان فلا تحمل خصائص السور ذات الرقم (1) وهي السور التي تبدأ بها المجموعات وانما تشبه كثيرا سور الرقم (2) و لا أعرف ما السبب و لذلك أضم سورة لقمان الى سور الرقم (2) .
 
عودة
أعلى