معاني وغريب القرآن " موضوع متجدد "

قوله تعالى
( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) ) الأنفال

قوله «إن تستفتحوا»: أي تسألوا الفتح، وهو النصر.
قاله ابن قتيبة، ومكي في المشكل.

قال البغوي أي: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر.

قال الضحاك، وعكرمة: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء.

وقال قتادة: قد كانت بدر قضاء وعبرة لمن اعتبر.
رواه عنهم الطبري.

قال ابن الجوزي: أي تستنصروا وكان أبو جهل قال اللهم أنصر أينا أحب اليك فنزلت هذه الآية.

قال مكي في الهداية: إن تستدعوا الله أن يحكم بينكم في ذلك ( فقد جآءكم الفتح)، أي: الحكم.

قال الفراء: قال أبو جهل يومئذ: اللهم انصر أفضل الدينين وأحقه بالنصر، فقال الله تبارك وتعالى إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح يعنى النصر.

قالت كاملة الكواري: يخاطب المشركين: إن تطلبوا النصر على محمد -صلى الله عليه وسلم، فقد جاءكم النصر، لكن عليكم، وهذا استهزاء بهم.

قال الزجاج: أي إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء. وقيل إنه قال: اللهم انصر أحب الفئتين إليك، فهذا يدل على أن معناه: إن تستنصروا. وكلا الوجهين جيد.

مسألة:

س: الخطاب في قوله ( إن تستحفحوا ) للمشركين، أم المسلمين؟

ج: قيل الخطاب للمؤمنين؛ وكان معناه: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر بالملائكة.
وقيل: هم المشركون؛
فإن قلنا: هم المشركون احتمل وجهين.
- أحدهما: إن تستنصروا فقد جاء النصر عليكم.
- والثاني: إن تستنصروا لأحب الفريقين إلى الله، فقد جاءكم النصر لأحب الفريقين.
أفاده ابن الجوزي.

وقال مكي في الهداية: هذا خطاب للكفار، قالوا: اللهم انصر أحب الفريقين إليك.

قال السيوطي: أيها الكفار إن تطلبوا الفتح أي القضاء حيث قال أبو جهل منكم: اللهم أينا كان أقطع للرحمن وأتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة أي أهلكه.

وقيل: ( إن تستفتحوا فقد جآءكم الفتح): للمؤمنين، وما بعده للكفار.
حكاه مكي في الهداية.

قوله «فقد جاءكم الفتح»: القضاء بهلاك من هو كذلك وهو أبو جهل ومن قتل معه دون النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.

قال ابن قتيبة: وذلك أن أبا جهل قال: اللهم انصر أحب الدينين إليك. فنصر الله رسوله.

قال بيان الحق النيسابوري: نزلت في المشركين استنصروا يوم بدر، وقالوا: من كان أقطعنا للرحم وأظلمنا فانصر عليهم.

قوله «وإن تنتهوا فهو خير لكم »: أي إن تنتهوا عن الكفر بالله.
قاله مكي في الهداية.

وقال السيوطي: عن الكفر والحرب.

قال البغوي: يقول للكفار، إن تنتهوا عن الكفر بالله وقتال نبيه صلى الله عليه وسلم.

قوله «وإن تعودوا»: لقتال النبي صلى الله عليه وسلم.
قاله السيوطي.

قال الطبري: يقول وإن تعودوا لحربه وقتاله وقتال أتباعه.

وعن ابن عباس: وإن تعودا إلى القتال، نعد إلى هزيمتكم.
حكاه ابن الجوزي.

وقال السدي: وإن تعودوا إلى الاستفتاح، نعد إلى الفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم.
حكاه ابن الجوزي.

قوله «نعد»: لنصره عليكم.

قال الطبري: أي بمثل الواقعة التي أوقعت بكم يوم بدر.
وبه قال البغوي.

قال مكي: أي إن عدتم إلى القتال عدنا لمثل الوقعة التي أصابتكم يوم بدر.

قوله «ولن تغني»: تدفع .

قوله «عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت »: أي جماعاتكم.
قاله البغوي، والسيوطي.

قال مكي في الهداية: أي جنودكم وإن كانت كثيرة.

قال الطبري: يعني جندهم وجماعتهم من المشركين.
_____________
المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، تفسير غريب القرآن لكاملة الكواري، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، تفسير البغوي، تفسير الطبري، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير الجلالين.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للإشتراك: 00966509006424
 
قوله تعالى
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)) الأنفال

قوله «زحفا»: أي مجتمعين كأنهم لكثرتهم يزحفون.

قوله «فلا تولُّوهم الأدبار»: فلا تفروا منهم وتعطوهم ظهوركم.

قوله «ومن يولهم يومئذ»: أي يوم لقائهم.

قوله «دُبُرَهُ»: ظهره.

قوله «إلا متحرفا لقتال»: مظهرا الفرار؛ خدعة، ثم يكر.

قوله «أو متحيزا» منضما.

قوله «إلى فئة» جماعة من المسلمين يستنجد بها.

قوله «فقد باء بغضب من الله»: أي رجع بغضب.
________
المصدر:
السراج في بيان غريب القرآن للخضيري، تفسير غريب القرآن لكاملة الكواري، تفسير الجلالين، تفسير البغوي.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي: للإشتراك: 00966509006424
 
قوله تعالى
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)) الأنفال

قوله «زحفا»: أي مجتمعين كأنهم لكثرتهم يزحفون.
قاله السيوطي.

قال أبو بكر السجستاني، وابن الهائم، وأبو حيان: الزحف: تقارب القوم إلى القوم.

إلا أن أبا بكر زاد: في الحرب.

وقال نجم الدين النيسابوري: زحفا: قريبا، زحف القوم إلى القوم: دلفوا.

قال البغوي: أي مجتمعين متزاحمين بعضكم إلى بعض.

قال الزجاج: فالمعنى: إذا واقفتموهم للقتال.

قال الشوكاني: الزحف: الدنو قليلا قليلا، وأصله: الاندفاع على الإلية، ثم سمي كل ماش في الحرب إلى آخر: زاحفا، والتزاحف: التداني والتقارب.

قوله «فلا تولُّوهم الأدبار»: منهزمين.
قاله السيوطي.

قلت ( عبدالرحيم ): أي لا يفر وإن هُزِم وتحقق القتل؛ إذ يجب عليه البقاء في أرض القتال حتي يقتل أو ينصر، وليس له الفرار إلا للكرة. إذا لم يزد عدد الكفار على ضعف عدد المسلمين؛ قال ابن عباس:من فر من ثلاثة ، فلم يفر، ومن فر من اثنين فقد فر.
قال ابن أبي شيبة بعد روايته عن ابن عباس: يعني من الزحف. قلت: اللهم إلا إن هجم العدو؛ فيجب قتاله ولو كان أضعاف المسلمين. انتهى

قال البغوي: فلا تولوهم ظهوركم، أي تنهزموا فإن المنهزم يولي دبره.

وقالت كاملة الكواري: فلا تفروا منهم وتعطوهم ظهوركم.

قال الشوكاني: نهى الله المؤمنين أن ينهزموا عن الكفار إذا لقوهم وقد دب بعضهم إلى بعض للقتال، فظاهر هذه الآية العموم لكل المؤمنين في كل زمن، وعلى كل حال إلا حالة التحرف والتحيز.

نكته:
روي عن عمر وابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد وأبي نضرة وعكرمة ونافع والحسن وقتادة وزيد بن أبي حبيب والضحاك: أن تحريم الفرار من الزحف في هذه الآية مختص بيوم بدر، وأن أهل بدر لم يكن لهم أن ينحازوا، ولو انحازوا لانحازوا إلى المشركين، إذ لم يكن في الأرض يومئذ مسلمون غيرهم ولا لهم فئة إلا النبي صلى الله عليه وسلم، فأما بعد ذلك فإن بعضهم فئة لبعض، وبه قال أبو حنيفة.
حكاه الشوكاني.

قوله «ومن يولهم يومئذ»: أي يوم لقائهم.
قال السيوطي.

قوله «دُبُرَهُ»: ظهره.
قاله البغوي.

قوله «إلا متحرفا»: منعطفا.
قاله السيوطي.

قال البغوي: أي منعطفا يرى من نفسه الانهزام، وقصده طلب الغرة وهو يريد الكرة.

قال الشوكاني: التحرف من جانب إلى جانب في المعركة طلبا لمكايد الحرب وخدعا للعدو، وكمن يوهم أنه منهزم ليتبعه العدو فيكر عليه ويتمكن منه، ونحو ذلك من مكائد الحرب فإن الحرب خدعة.

قوله «لقتال» بأن يريهم الغرَّة مكيدة وهو يريد الكرَّة.

قال الخضيري: مظهرا الفرار؛ خدعة، ثم يكر.

قوله «أو متحيزا» منضما.
قاله السيوطي.

قال ابن قتيبة: يقال: تحوزت وتحيزت. بالياء والواو. وهما من انحزت.

قال نجم الدين النيسابوري: متحيزا: أي: ناحية يقوى به.

وقال بيان الحق: طالب حيز يقوى به.

قال البغوي: أي منعطفا يرى من نفسه الانهزام، وقصده طلب الغرة وهو يريد الكرة.

قال الشوكاني: والمعنى: من ينهزم ويفر من الزحف فقد رجع بغضب كائن من الله إلا المتحرف والمتحيز.

قوله «إلى فئة» جماعة من المسلمين يستنجد بها.
قاله السيوطي.

قال ابن قتيبة: و (الفئة) : الجماعة.

وقال الشوكاني: إلى جماعة من المسلمين غير الجماعة المقابلة للعدو.

قال البغوي: أي منضما صائرا إلى جماعة من المؤمنين يريد العود إلى القتال.

قوله «فقد باء بغضب من الله»: أي رجع بغضب.
قاله ابن قتيبة.

المعنى الاجمالي للآية:
ومعنى الآية النهي عن الانهزام من الكفار والتولي عنهم، إلا على نية التحرف للقتال والانضمام إلى جماعة من المسلمين ليستعين بهم ويعودون إلى القتال، فمن ولى ظهره لا على هذه النية لحقه الوعيد، كما قال تعالى: (فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير).
قاله البغوي.
___________
المصدر:
تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، التبيان في بيان غريب لابن الهائم، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، معاني القرآن للزجاج، تفسير البغوي، فتح القدير للشوكاني، تفسير غريب القرآن لكاملة الكواري، السراج في بيان غريب القرآن للخضيري، تفسير الجلالين،مصنف ابن أبي شيبة.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي: 00966509006424
 
قوله تعالى
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14) ﴾ الأنفال

قوله «ذلك »: العذاب الواقع بهم.
قاله السيوطي.

قال ابن الجوزي: إشارة إلى الضرب.

قال السمرقندي: يعني: ذلك الضرب والقتل بسبب أنهمشاقوا الله ورسوله.

قوله «بأنهم شاقوا الله ورسوله»: خالفوا.
قاله البغوي، والسيوطي، وغيرهما.
وقال مكي: خالفوه.

وقال الواحدي:باينوهما وخالفوهما.

وقال ابن قتيبة: نابذوه وباينوه.

قال الجصاص: ومعنى المحادة أن يصير كل واحد منهما في حد على وجه المفارقة وذلك يستحيل على الله تعالى.

قال النحاس: أي خالفوا كأنهم صاروا في شق آخر.

قال أبو بكر السجستاني، وابن الهائم: حاربوا الله تعالى، وجانبوا دينه وطاعته. ويقال: شاقوا الله، أي صاروا في شق غير شق المؤمنين.

وقال السمرقندي، ويحيى بن سلام: يعني عادوا الله ورسوله.
وزاد السمرقندي: وخالفوا الله ورسوله.

قلت ( عبدالرحيم ) : ومنه قوله تعالى قوله
( ولا يجرمنكم شقاقي ): قال أبو بكر السجستاني، وابن الهائم: أي عداوتي.

وقوله في الحشر( ذلك بأنهم شآقوا الله ورسوله ): قال يحيى بن سلام: عادوا الله ورسوله.

وقوله ( إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول ): قال القرطبي: أي عادوه وخالفوه. انتهى

والمعنى الإجمالي للآية:
ذلك الذي حدث للكفار من ضَرْب رؤوسهم وأعناقهم وأطرافهم؛ بسبب مخالفتهم لأمر الله ورسوله، ومَن يخالف أمر الله ورسوله، فإن الله شديد العقاب له في الدنيا والآخرة.

قوله «ذلكم»: أي هذا العذاب والضرب الذي عجلته لكم أيها الكفار ببدر.
قاله البغوي.

قوله «فذوقوه»:وهو المعجل من القتل والأسر على أن ذلك يسير بالإضافة إلى المؤجل لهم في الآخرة.
قاله الرازي.

قوله « وأن للكافرين عذاب النار »: أي واعلموا وأيقنوا أن للكافرين أجلا في المعاد.
قاله البغوي.
______________
المصدر:
غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، غريب القرآن لابن قتيبة، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، معاني القرآن للنحاس،التصاريف لتفسير القرآن مما اشتبهت أسمائه وتصرفت معانيه ليحيى بن سلام، أحكام القرآن للجصاص، تفسير البغوي، تفسير القرطبي، التفسير الكبير للرازي، تفسير السمرقندي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، الوجيز للواحدي، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير الجلالين،التفسير الميسر.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للإشتراك: 00966509006424
 
قوله تعالى
( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)
- الأنفال

قوله ( مردفين ): بعضهم في إثر بعض.

قوله ( أمنة ) : الأمن.

قوله ( فاضربوا فوق الأعناق ) : أي الأعناق. وقيل الرؤوس.

قوله ( بنان ): أطراف الأصابع.
___________
المصدر:
تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي.

كتبه:عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي: 00966509006424
 
قوله تعالى
إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) - الأنفال
قوله «إذ يُغشِّيكم النعاس »: يلقي النعاس عليكم؛ كالغطاء.
قاله الخضيري.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى :
( والليل إذا يغشى) :قال القرطبي: أي يغطي .

قال مكي في الهداية: يلقى عليكم.

فائدة:

قال قتادة: النعاس في الرأس ، والنوم في القلب .
وكان النعاس نعاسين : نعاس يومبدر، ونعاس يومأحد.
حكاه الشوكاني.

قوله« أَمَنَةً »: الأمنة: الأمن.
قاله مكي في المشكل

وقال مكي ( في الهداية ): أمانا من الله لكم من عدوكم أن يغلبكم، وذلك يوم أحد أنزل الله، عز وجل، عليكم النعاس أمنة من الخوف الذي أصابهم يوم أُحد.

وقال غلام ثعلب: قال: الأمنه والأمان والأمن كله بمعنى واحد، وقد حكيت: إمن - بالكسر - والأول أفصح.

قوله: « وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به»: قال الزجاج: كان المشركون قد نزلوا على الماء وسبقوا المسلمين، ونزل المسلمون في رمل تسوخ فيه الأرجل، وأصابت بعضهم الجنابة فوسوس لهم الشيطان بأن عدوهم يقدرون على الماء وهم لا يقدرون على الماء، وخيل إليهم أن ذلك عون من الله لعدوهم، فأمطر الله المكان الذي كانوا فيه فتطهروا من الماء، واستوت الأرض التي كانوا عليها حتى أمكن الوقوف فيها والتصرف. وهذا من آيات الله جل ثناؤه التي تدل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. انتهي

قوله« رجز الشيطان»: أي كيده.
قاله ابن قتيبة، ومكي.

قال الزجاج: أي وساوسه وخطاياه.

وقال مكي في الهداية: وساوسه.

وقال ابن الهائم: : أي لطخه وتخويفه وما يدعو إليه من الكفر.

وقيل: بل أراد برجز الشيطان: ما يدعو إليه من الكفر والبهتان والفساد.
حكاه الراغب الأصفهاني.

قالت كاملة الكواري: وسوسته التي ألقاها في قلوبكم.

قال الخضيري: وساوسه وتخويفاته.

قوله « ويثبت به الأقدام»: أي ويثبت بالماء الذي أنزله على الرمل حتى استوى، وجائز أن يكون زين به للربط على قلوبهم، فيكون المعنى : وليربط على قلوبكم ويثبت بالربط الأقدام.
قاله الزجاج

قوله « فثبتوا الذين آمنوا»: قال الزجاج: جائز أن يكون أنهم يثبتوهم بأشياء يلقونها في قلوبهم تقوى بها.
وجائز أن يكونوا يرونهم مددا، فإذا عاينوا نصر الملائكة ثبتوا. انتهى

قوله« فاضربوا فوق الأعناق»: أي الأعناق.
قاله ابن قتيبة، ومكي.

وقال الراغب الأصفهاني: أي رؤوسهم.

وقال بيان الحق النيسابوري: أي: الرؤوس. وقيل: على الأعناق. انتهى

وقال مكي في الهداية: أي: اضربوا الأعناق. يقال: ضربته على رأسه فوق رأسه بمعنىً.

وقال أبو عبيدة( معمر بن المثنى ) : فوق بمعنى على، تقول: ضربته فوق الرأس، وضربته على الرأس.
حكاه ابن الجوزي.

قوله: « واضربوا منهم كل بنان»: البنان: أطراف الأصابع، وبلغة هذيل الجسد كله.
حكاه عنه نافع بن الأزرق عن ابن عباس.

وقال أبو عبيدة ( معمر بن المثنى) : وهى أطراف الأصابع.
حكاه ابن الجوزي.

قال ابن الهائم: أصابع.

قال الزجاج: واحد البنان: بنانة، ومعناه ههنا الأصابع وغيرها من جميع الأعضاء.

كلام قيم:

س: لما خص الله ذكر البنان؟

ج: قال الراغب الأصفهاني: خصّه لأجل أنهم بها تقاتل وتدافع.

قيل: المراد أن يضربوهم كما شاؤوا، لأن ما فوق العنق هو الرأس، وهو أشرف الأعضاء، والبنان عبارة عن أضعف الأعضاء، فذكر الأشرف والأخس تنبيها على كل الأعضاء، ومنهم من قال: بل المراد إما القتل، وهو ضرب ما فوق الأعناق أو قطع البنان، لأن الأصابع هي الآلات في أخذ السيوف والرماح وسائر الأسلحة، فإذا قطع بنانهم عجزوا عن المحاربة.
حكاه الرازي.

وقال الفراء: علَّمَهم مواضع الضرب، فقال: اضربوا الرؤوس والأيدي والأرجل.
حكاه ابن الجوزي.

قال مكي في الهداية: أي: اضربوا الأطراف من الأيدي والأرجل. والبنان: أطراف أصابع اليدين والرجلين.

وقال نجم الدين النيسابوري: كل بنان: كل مفصل.

وهو قول الضحاك. حكاه عنه مكي في الهداية.

قال ابن الجوزي: والمعنى: أنه أباحهم قتلهم بكل نوع.
قال الزجاج: أباحهم الله قتلهم بكل نوع في الحرب.

وقال الفراء: علَّمَهم مواضع الضرب، فقال: اضربوا الرؤوس والأيدي والأرجل.
حكاه ابن الجوزي.
_____________
المصدر:
مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله ابن عباس، ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، معاني القرآن للزجاج، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، زاد المسير لابن الجوزي، السراج في بيان غريب القرآن للخضيري، تفسير غريب القرآن لكاملة الكواري، تفسير القرطبي، فتح القدير للشوكاني.

كتبه :عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي 00966509006424
 
قوله تعالى
( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)) الأنفال

قوله «ليُحق الحق» :أي ليظهره لكم.
قاله نجم الدين النيسابوري.

قال البغوي: ليثبت الإسلام.

قوله «ويبطل»: يمحق.
قاله السيوطي.

وقال البغوي: يفني.

قوله «الباطل»: الكفر.
قاله السيوطي.

قوله «ولو كره المجرمون»: ولو كره المشركون ذلك.

وقال ابن الهائم: أي المذنبون.

قوله «إذ تستغيثون ربَّكم» تطلبون منه الغوث بالنصر عليهم.
قاله السيوطي.

قال الزجاج: لما رأوا أنفسهم في قلة عدد استغاثوا فأمدهم الله بالملائكة.

وقال مكي: أي حين ذلك، أي تستجيرون به من عدوكم.

قوله «فاستجاب لكم أني»: أي بأني.
قاله مكي، والسيوطي.

قوله «مُمدُّكم»: معينكم.

«بألف من الملائكة مردفين»: أي متتابعين.
حكاه النحاس عن ابن عباس.

قال أبو العلاء الحنفي: متتابعين بعضهم في إثرْ بعض.

وقال بيان الحق، ونجم الدين النيسابوري: تابعين.

قال مكي في المشكل: بعضهم في إثر بعض.

قال ابن الهائم: أردفهم الله بغيرهم.

قال ابن قتيبة، وأبو بكر السجستاني، وابن الهائم : يقال: ردفته وأردفته إذا جئت بعده.

قال السيوطي: متتابعين يردف بعضهم بعضا وعدهم بها أوَّلا ثم صارت ثلاثة آلاف ثم خمسة كما في آل عمران وقرئ بآلُف كأفُلس جمع.

قال الخضيري: يتبع بعضهم بعضا.

قالت كاملة الكواري: من أردفه: إذا أركبه وراءه، والمراد أن الله عز وجل أرسل الملائكة متتابعين.

فائدة:
قال الزجاج: قال سيبويه: الأصل مرتدفين. فأدغمت التاء في الدال فصارت مردفين.

قلت ( عبدالرحيم ): ومثله في القرآن كثير كقوله ( بل ادارك علمهم في الآخرة ) : قال الراغب: أي : تدارك، فادغمت التاء في الدال.
وقوله ( اثاقلتم إلى الأرض ): قال الرازي: أصله: تثاقلتم. انتهي
___________
المصدر:
تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، غريب القرآن لابن قتيبة غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، السراج في بيان غريب القرآن للخضيري، تفسير غريب القرآن لكاملة الكواري، تفسير الجلالين مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني لأبي العلاء الحنفي،تفسير البغوي، التفسير الكبير للرازي.

كتبه:عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري: 00966509006424
 
قوله تعالى
( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ) الأنفال (7)

قوله « وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ »: العير أو النفير.
قاله السيوطي.

قال مكي: والطائفتان: إحداهما فرقة أبي سفيان والعير، والطائفة الأخرى: فرقة المشركين الذين خرجوا من مكة لمنع العير.

قال الزجاج: المعنى: واذكروا إذ يعدكم الله أن لكم إحدى الطائفتين.

وقال الراغب الأصفهاني: تقديره: وعدكم الله أن إحدى الطائفتين لكم، إما طائفة العير، وإما طائفة النفير.

قوله « أَنَّهَا لَكُمْ»: أي: أن ما معهم غنيمة لكم.
قاله مكي في الهداية.

قوله « وَتَوَدُّونَ »: تريدون.
قاله السيوطي.

قال مكي: أي تحبون أن تكون لكم العير التي لا قتال فيها ولا سلاح دون فرقة المشركين المقاتلة المسلحين.

قال الزجاج: أي تودون أن الطائفة التي ليست فيها حرب ولا سلاح، وهي الإبل تكون لكم.

قال مكي بن طالب: وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أحبوا أن يظفروا بالعير، فأراد الله عز وجل، غير ذلك، أراد أن يظفروا بالمقاتلة، فيكون ذلك أذل لهم وأخزى وهيب في قلوب المشركين؛ لأن المسلمين لو ظفروا بالعير ولا مقاتلة معها ما كان في ذلك هيبة ولا ردعة عند المشركين، وإذا ظفروا بالمقاتلة وأهل الحرب والبأس كان ذلك أهيب وأروع لمن بقي منهم.انتهى

قوله «الشَّوْكَةِ »: ذات السلاح.
قاله ابن قيبة، ومكي.

قال ابن قتيبة: ومنه قيل: فلان شاكُّ السلاح.

قالت كاملة الكواري: والشوكة السلاح وهي طائفة العير؛ لأنها غنيمة صافية عن كدر القتال.

وقال أبو حيان: الحديد والسلاح.

وقال السيوطي: أي البأس والسلاح وهي العير.

وقال الخضيري: صاحبة السلاح، والقوة.

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: الشوكة: الحد، يقال: ما أشد شوكة بنى فلان أي حدهم.

قال ابن الهائم: الحد والسلاح أي من السيف والسنان والنصال. وقيل: الشوكة: شدة الحرب. والشوكة: الحدة. واشتقاقها من الشوك وهو النبت الذي له حدة.

قوله « تَكُونُ لَكُمْ »: لقلة عددها ومدَدها بخلاف النفير.
قاله السيوطي.

قوله « وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ »: يظهر.
قاله السيوطي.

قال بيان الحق النيسابوري: ليظهره لكم لأنه لم يكن كذلك.

قوله « وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ »: أي يستأصلهم. والدابر: الأصل، وقيل: آخر من بقي.
قاله ابن الهائم.

قال السيوطي: آخرهم بالاستئصال فأمركم بقتال النفير.
___________
المصدر:
باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، غريب القرآن لابن قتيبة، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، معاني القرآن للزجاج، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، السراج في بيان غريب القرآن للخضيري، تفسير الجلالين، تفسير غريب القرآن لكاملة الكواري.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي: 00966509006424
 
قوله تعالى
( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) ) الأنفال

قوله «يسألونك عن الأنفال»: الغنائم .
قاله ابن قتيبة، ومكي، وابن الجوزي وغيرهم.
وهو مروي عن ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، والضحاك، وقتادة، وعبدالرحمن بن زيد، وعطاء.
رواه عنهم الطبري.

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: الغنائم التي نفلها الله النبي صلى الله عليه وأصحابه.

وقال غلام ثعلب: الغنائم والأنفال أيضا: ما يدفع بعد قسمة الغنائم.

وقيل: معنى الأنفال: ما شذ من المشركين إلى المسلمين ، من عبد أو دابة ، وما أشبه ذلك.
حكاه الطبري.

قال ابن الجوزي: والمعنى: يسألونك عن الأنفال لمن هي؟ أو عن حكم الأنفال.

وقال البغوي: أي عن حكم الأنفال وعلمها، وهو سؤال استخبار لا سؤال طلب، وقيل: هو سؤال طلب.

فائدة:
س: فيمن نزلت؟

ج: قال الفراء: نزلت في أنفال أهل بدر.

قال البغوي: وأكثر المفسرين على أن الآية في غنائم بدر.

قال بيان الحق النيسابوري: وعن عبادة بن الصامت قال: فينا نزل معشر البدريين حين اختلفنا في النفل، من حارس لرسول الله، ومن محارب، وساءت فيه أخلاقنا، فنزعه الله من بين أيدينا، وجعله إلى رسول الله فقسمه بيننا عن بواء، أي: سواء.

فائدة:
س: لماذا سميت الأنفال نفلا؟

ج: قال الرازي: قالالزهري: النفل والنافلة ما كان زيادة على الأصل، وسميت الغنائم أنفالا لأن المسلمين فضلوا بها على سائر الأمم الذين لم تحل لهم الغنائم ، وصلاة التطوع نافلة لأنها زيادة على الفرض الذي هو الأصل ، وقال تعالى :(ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة):أي زيادة على ما سأل. انتهى

قيل: أنهم إنما سألوا عن حكمها لأنها كانت حراما على الأمم قبلهم.
حكاه ابن الجوزي.

قوله «قل الأنفال لله»: يجعلها حيث يشاء.
قاله السيوطي.

فائدة:
س: هل الآية منسوخة أم ثابتة غير منسوخة؟

ج: قال البغوي: فقال مجاهد وعكرمة والسدي: هذه الآية منسوخة بقوله عز وجل:
( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ) الآية. كانت الغنائم يومئذ للنبي صلى الله عليه وسلم فنسخها الله عز وجل بالخمس.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هي ثابتة غير منسوخة، ومعنى الآية: قل الأنفال لله مع الدنيا والآخرة وللرسول يضعها حيث أمره الله تعالى، أي: الحكم فيها لله ولرسوله، وقد بين الله مصارفها في قوله عز وجل:
( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه) الآية.

قوله «والرسول»: يقسِّمها بأمر الله فقسَّمها صلى الله عليه وسلم بينهم على السواء.
قاله السيوطي.

قوله «فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم»: أي حقيقة ما بينكم بالمودة وترك النزاع.

قوله « وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا»: وجلت: أي خافت.
قاله ابن الهائم، والسيوطي.

قال معمر بن المثنى: أي خافت وفزعت.

وقال غلام ثعلب: أي: اقشعرت، وخافت من الوعيد.

وقال مكي في الهداية: أي: خشعت قلوبهم وجلا من عقابه.

قال البغوي: خافت وفرقت قلوبهم، وقيل: إذا خوفوا بالله انقادوا خوفا من عقابه.

قال الراغب الأصفهاني: الوجل: استشعار الخوف. يقال: وجل يوجل وجلا، فهو وجل.

وقال السدي: هو الرجل يهم بالمعصية، فيذكر الله فينزع عنها.
حكاه ابن الجوزي.

فائدة:
س: كيف تكون الطمأنينة والوجل في حالة واحدة؟

ج: قال البغوي: قيل: الوجل عند ذكر الوعيد والعقاب، والطمأنينة عند ذكر الوعد والثواب، فالقلوب توجل إذا ذكرت عدل الله وشدة حسابه، وتطمئن إذا ذكرت فضل الله وثوابه وكرمه.
____________
المصدر:
ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، غريب القرآن لابن قتيبة، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، تذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للفراء، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تفسير البغوي، تفسير الطبري، التفسير الكبير للرازي، زاد المسير لابن الجوزي.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي: 00966509006424
 
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) النساء 1

بث : نشر وفرق وأظهر.
ومنه قولهم : بثثت البسط إذا نشرتها، ومنه أيضا (وزرابي مبثوثة ) وقوله (كالفراش المبثوث) أي: المنتشر.

المصدر :
التبيان لابن الهائم، التفسير الكبير، زاد المسير لابن الجوزي، البحر المحيط، تفسير الجلالين، معاني القرآن للزجاج، غريب للسجستاني، تفسير الطبري.
 
( وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا) النساء 2

إلى أموالكم : أي مع أموالكم.

حوبا: إثما عظيما.

وقال ابن عباس: إثما كبيرا بلغة الحبشة.

وقال قرة بن خالد : إثما والله عظيما.
وقال السيوطي: ذنبا.

وقال الأخفش: أكلها كان حوبا كبيرا.
المصدر : غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل لمكي، ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، مسائل نافع ابن الأزرق، غريب القرآن للسجستاني، التبيان لابن الهائم، معاني القرآن للأخفش، معاني القرآن للزجاج، تفسير الطبري، تفسير الجلالين.
 
( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) النساء 3

ألا تقسطوا: ألا تعدلوا، أي تجوروا وتميلوا.

أي فإن علمتم أنكم لا تعدلون بين اليتامى.

قالت عائشة : .. اليتيمة تكون عند الرجل، وهي ذات مال، فلعله ينكحها لمالها، وهي لا تعجبه، ثم يضربها ، ويسيء صحبتها، فوعظ في ذلك.

قلت ( عبدالرحيم ) أي يتزوج غيرها.
ذلك أدنى ألا تعولوا : ذلك أقرب ألا تجوروا وتميلوا.

المصدر :غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل لمكي القيسي، ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، تفسير الطبري.
 
( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ) النساء (4)

نحلة : فريضة.
قاله ابن عباس وقتادة والن جريج وابن زيد ومقاتل، و اختاره الطبري.

وهو بلغة قيس عيلان.

وعن ابن عباس أيضا: المهر.

والمخاطب هم الأزواج وهو قول الجمهور.

وقيل أولياء المرأة.

هنيئا مريئا : هنيئا بلا إثم، مريئا بلا داء.

المصدر:
اللغات في القرآن لحسنون، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير المشكل لمكي القيسي، التبيان لابن الهائم، تفسير الجلالين.
 
( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا) النساء 5

أي : الجهال يريد النساء والصبيان.

وعن ابن عباس : هم بنوك، والنساء.

وبه قال ابن مسعود والحكم بن عتيبة والحسن.

وقيل هم النساء والصبيان.
قاله الضحاك.

وقال سعيد بن جبير : هم اليتامى .

وقيل: هم النساء.
قاله مجاهد وعكرمة وقتادة.

المصدرتفسير المشكل لمكي القيسي، تفسير القرطبي، تفسير الطبري، تفسير ابن كثير .
 
( وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت ) النساء 12

الكلالة: الذي يموت و لا ولد له، ولا والد.
بلغة قريش.

وهو مذهب أكثر الصحابة.
حكاه البغوي.

والمراد هنا : من يرثه حواشيه لا أصوله ولا فروعه.

الحواشي: كالأخوة والأعمام ومن تفرع منهم.

وقال الفراء : ما خلا الولد والوالد.

وقال الأصفهاني : اسم لما عدا الولد والوالد من الورثة.

ليس له ولد: لا ذكر ولا أنثى، لا ولد صلب ولا ولد ابن، وكذلك ليس له والد.

والولد: لفظ يطلق على الذكر، والأنثى.

المصدر
اللغات في القرآن لحسنون السامري، تفسير المشكل لمكي القيسي، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للنحاس، تفسير الجلالين، تفسير
البغوي، المفردات للأصفهاني، التبيان لابن الهائم، تفسير ابن كثير، تفسير السعدي، الشرح الممتع على زاد المستقنع.
 
[FONT=&quot]( واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما ) النساء 16[/FONT]
[FONT=&quot]
تنبيه :
[/FONT]

[FONT=&quot]قال البغوي : وهذا كله قبل نزول الحدود، فنسخت بالجلد والرجم.

[/FONT]

[FONT=&quot]* واللذان : الرجل والمرأة.

[/FONT]

[FONT=&quot]عني به البكران غير المحصنين إذا زنيا. [/FONT]
[FONT=&quot]قاله الطبري.

[/FONT]

[FONT=&quot]وقيل : عام في الأبكار والثيب من الرجال والنساء. [/FONT]
[FONT=&quot]وبه قال الحسن وعطاء.

[/FONT]

[FONT=&quot]* يأتيانها : أي الفاحشة .

[/FONT]

[FONT=&quot]* فآذوهما : بالكلام والتعيير.

[/FONT]

[FONT=&quot]وهو مروي عن ابن عباس وبه قال قتادة والسدي والضحاك ومقاتل.

[/FONT]

[FONT=&quot]وقيل : التعيير والضرب بالنعال.

[/FONT]

[FONT=&quot]* فأعرضوا عنهما : فلا تؤذوهما - لا تعيروهما بالفاحشة بعد الحد .

[/FONT]

[FONT=&quot]المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل لمكي القيسي، زاد المسير لابن الجوزي، تفسيرالطبري، تفسير البغوي. [/FONT]

 
[FONT=&quot]( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها..) النساء 19[/FONT]
[FONT=&quot]
* أن ترثوا النساء كرها : أن ترثوا نكاح النساء. [/FONT]

[FONT=&quot]وبه قال الجمهور.

وكان هذا في الجاهلية.
[/FONT]

[FONT=&quot]وقال ابن عباس : كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته ، إن شاء بعضهم تزوجها ، وإن شاءوا زوجوها ، وإن شاءوا لم يزوجوها ، فهم أحق بها من أهلها ، فنزلت هذه الآية في ذلك . رواه البخاري.

[/FONT]

[FONT=&quot]* كرها : الكره بضم الكاف : ما أكرهت نفسك عليه ، والكره بالفتح : ما أكرهك غيرك عليه.

[/FONT]

[FONT=&quot]* ولا تعضلوهن : تمنعوهن.

[/FONT]

[FONT=&quot]وقال ابن عباس : لا تقهروهن.

[/FONT]

[FONT=&quot]* لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن: لا تضاروهن في العشرة لتترك لك ما أصدقتها أو بعضه أو حقا من حقوقها عليك ، أو شيئا من ذلك على وجه القهر لها والاضطهاد.

[/FONT]

[FONT=&quot]المصدر:
تفسير المشكل لمكي القيسي، زاد المسير لابن الجوزي، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرىن لغلام ثعلب ، تفسير ابن كثير، لسان العرب، صحيح البخاري . [/FONT]

 
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا ) النساء 21[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]أفضى : يعني الجماع[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قاله ابن عباس ومجاهد والسدي ومقاتل وابن قتيبة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]ميثاقا غليظا : قال ابن عباس تزوجهن على إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وبه قال الضحاك وقتادة وابن سيرين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]
وقال نجم الدين النيسابوري : أي عقد النكاح، فكان يقال في النكاح : الله عليك لتمسكن بمعروف أو لتسرحن بمعروف[/FONT]
[FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]غليظا : أي وثيقا[/FONT][FONT=&quot].
[/FONT]
[FONT=&quot]
المصدر[/FONT]
[FONT=&quot] :
[/FONT]
[FONT=&quot]تفسير المشكل لمكي القيسي، زاد المسير لابن الجوزي، معاني القرآن للفراء، غريب القرآن لابن قتيبة، إيجاز البيان عن معاني القرآن، تفسير الطبري[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 
[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة..) النساء 24[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]المحصنات : أي حرمت عليكم ذوات الأزواج[/FONT][FONT=&quot].
[/FONT]
[FONT=&quot]
قال ابن عباس : كل ذات زوج إتيانها زنا، إلا ما سبيت[/FONT]
[FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]
كتاب الله عليكم : أي فريضة عليكم[/FONT]
[FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]محصنين : متزوجين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]غير مسافحين: أي غير زناة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]
والمسافحة: الزنا بلغة قريش[/FONT]
[FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]فما استمتعتم به منهن : النكاح[/FONT][FONT=&quot].
[/FONT]
[FONT=&quot]قاله ابن عباس والحسن ومجاهد وابن زيد[/FONT][FONT=&quot].
[/FONT]
[FONT=&quot]
قال القرطبي : الإستمتاع التلذذ[/FONT]
[FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]أجورهن : صداقهن التي فرضتم لهن[/FONT][FONT=&quot].
[/FONT]
[FONT=&quot]
قال القرطبي : والأجور المهور، وسمي المهر أجرا لأنه أجر الإستمتاع، وهذا نص على أن المهر يسمى أجرا[/FONT]
[FONT=&quot].
[/FONT]
[FONT=&quot]
المصدر[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]:
[/FONT]
[FONT=&quot]اللغات في القرآن لحسنون السامري، تفسير المشكل لمكي القيسي، التبيان لابن الهائم، تفسير الطبري، تفسير القرطبي[/FONT][FONT=&quot].[/FONT] [FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 
[FONT=&quot]( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت.. ) النساء 25[/FONT]
[FONT=&quot]
* طولا: أي سعة.[/FONT]

[FONT=&quot]
* المحصنات: الحرائر الأبكار إذا زنين . [/FONT]

[FONT=&quot]
* أخدان: أصدقاء. [/FONT]
[FONT=&quot]والخدن: الصديق. [/FONT]
[FONT=&quot]
وأكثر ذلك يستعمل فيمن يصاحب بشهوة. [/FONT]

[FONT=&quot]
قال الأخفش: يعني الرجال. [/FONT]

[FONT=&quot]
* فإذا أحصن: زوجن. [/FONT]

[FONT=&quot]
* العذاب: الحد. [/FONT]

[FONT=&quot]
* العنت: أي الزنى . [/FONT]

[FONT=&quot]قاله ابن عباس والشعبي وابن حبير ومجاهد والضحاك وابن زيد ومقاتل وابن قتيبة. [/FONT]
[FONT=&quot]
قلت ( عبدالرحيم ) :[/FONT]
[FONT=&quot][/FONT][FONT=&quot] هذه الآية تدعو إلى ترك نكاح الأمة، إلا عند عدم القدرة على نكاح الحرة وخوف العنت ، لأن ولد الأمة يكون عبدا وإن كان أبوه حرا، فالولد يتبع أمه في الحرية والرق.

[/FONT]

[FONT=&quot]المصدر:
تفسير المشكل لمكي القيسي، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير الجلالين، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن للسجستاني، معاني القرآن للنحاس، المفردات للأصفهاني. [/FONT]

 
( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) النساء 31

* نكفر عنكم سيئاتكم: أي الصغائر.

قال السيوطي: الصغائر بالطاعات.

* مدخلا كريما: أي شريفا حسنا وهو الجنة.

قلت ( عبدالرحيم ): فيه دليل على أن الذنوب؛ صغائر، وكبائر.

المصدر:
تفسير المشكل لمكي القيسي ، تفسير الجلالين، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للنحاس، تفسير الطبري.
 
( ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا) النساء 33

* جعلنا موالي: أي أولياء، ورثة عصبة.
وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة.

ومنه قوله ( وإني خفت الموالي من ورائي ): أي ورثة عصبة؛ يرثوا النبوة.

والموالي: العصبة بلغة قريش.

* والذين عقدت أيمانكم : جمع يمين بمعنى القسم أو اليد أي الحلفاء الذين عاهدتموهم في الجاهلية على النصرة والإرث والإشتراك بالأموال.

* فآتوهم نصيبهم : نصيبه من الميراث.

كان الرجل قبل الإسلام يعاقد الرجل يقول : ترثني وأرثك، ثم نسخ بما فرض من الفرائض لذوي الأرحام.

المصدر:
اللغات في القرآن لحسنون السامري، تفسير المشكل لمكي القيسي، زاد المسير، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسيرالطبري، تفسير ابن كثير، تفسير الجلالين، تفسير السعدي.
 
( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا) النساء 34

* قوامون: أمراء، عليها أن تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته.

* وبما أنفقوا من أموالهم: المهر والنفقة عليهن.

* قانتات: مطيعات.

* بما حفظ الله: بما حفظهن الله في مهورهن ونفقتهن، وحيث أوصى عليهن الأزواج.

* تخافون: تعلمون.

ومنه قوله تعالى ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا ): اي علمتم.

ومنه ( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ): قال ابن قتيبة أي: علمتم ذلك.

ومنه ( فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا ): قال الواحدي: أي علم.

* نشوزهن: أي عصيانهن لكم بأن ظهرت أمارته.

* فلا تبغوا عليهن سبيلا: أي لا تتجنّ عليها العلل، ولا تكلفوهن محبتكم.

المصدر:
إيجاز البيان عن معاني القرآن، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير المشكل لمكي، معاني القرآن للنحاس، تفسير الطبري، الوجيز للواحدي، غريب القرىن لابن قتيبة.
 
قوله تعالى

( وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ) التوبة: (84)

*قوله {ولا تصل}:* صلاة الجنازة، وقيل: لا تدع ولا تستغفر.
قاله الإيجي الشافعي في جامع البيان.

قلت ( عبدالرحيم ): ووجه من قال" لا تدع ولا تستغفر"؛
أن الصلاة في اللغة أعم من الصلاة المعروفة؛

ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة؛ مرفوعا: «إذا دُعِيَ أحدُكم، فليجب، فإن كان صائما، فليصل، وإن كان مفطرا، فليطعم»
والشاهد قوله ( فليصل): أي فليدع.
قال محمد فؤاد عبدالباقي: قال الجمهور معناه فليدع لأهل الطعام بالمغفرة والبركة ونحو ذلك.

انتهى كلامه

وكما في قوله تعالى ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ):قال ابن قتيبة في غريب القرآن: أي ادع لهم.
وقوله {إن صلاتك سكن لهم}:* قال الواحدي في الوجيز: إنَّ دعواتك ممَّا تسكن نفوسهم إليه.

قلت: ولكنّ الصحيح - إن شاء الله - أن معنى قوله ( ولا تصل عليهم ): أراد صلاة الجنازة؛

برهان ذلك ما رواه البخاري من حديث ابن عمر؛ وفيه: فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر رضي الله عنه، فقال: أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين؟ فقال: " أنا بين خيرتين، قال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة، فلن يغفر الله لهم} " فصلى عليه، فنزلت: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، ولا تقم على قبره}.

وأما الدعاء؛ فقد نهى الله رسوله والمؤمنين أن يستغفروا للكفار ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ).

انتهى

*قوله {على أحد منهم مات أبدا}:* يعني: لا تصل أبدا على من مات من المنافقين.
قاله السمرقندي في تفسيره (بحر العلوم).

قال القصاب في (النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام): وفيه دليل - هوأشرف دليل - على أن الإمام إذا حضرجنازة فهو المقدم عليها في الصلاة دونالأولياء، كما تكون في سائر الصلاة، إذ لوكان الأولياء أحق منه.

*قوله {ولا تقم على قبره}:* لدفن أو زيارة.
قاله السيوطي في تفسير الجلالين.

قال الإيجي: لا تقف تستغفر، أو تدع له أو لا تتول دفنه.

قلت ( عبدالرحيم ): وقد كان من هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا مات أحد وقف على قبره، وأمر بالدعاء له، وكان يذهب للمقابر يدعو لأهلها؛

فقد روى مسلم من طريق شريك وهو ابن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن عائشة،أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - كلما كان ليلتها من رسول الله صلىالله عليه وسلم - يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدا، مؤجلون،وإنا، إن شاء الله، بكم لاحقون، اللهم، اغفرلأهل بقيع الغرقد»،

وعن عثمان بن عفان قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال استغفروا لأخيكم وسلوا له بالتثبيت فإنه الآن يسأل.
رواه أبو داود (3221) من طريق عبد الله بن بحير عن هانئ مولى عثمان. وصححه الألباني ( صحيح الجامع: 3511 ).

انتهى

*قوله {إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}:* " فاسقون": يعني كافرون.

قال السمرقندي: يعني: ماتوا على الكفر.

قلت ( عبدالرحيم ): الفسق هنا بمعنى الكفر؛ إذ أن كل كفر فسق، ولا عكس.

فمما جاء في "الفسق" ومعناه الكفر؛ قوله تعالى ( وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ): قال يحيى بن سلام في تفسيره: يقول: من أقام على كفره بعد هذا الذي أنزلت: {فأولئك هم الفاسقون}: يعني فسق الشرك.

وقوله ( وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ): قال ابن عطية في المحرر الوجيز: المراد بالفاسقين هنا: الكافرون، لأن كفر آيات الله تعالى هو من باب فسق العقائد، فليس من باب فسق الأفعال.

قلت: ومما جاء فيما دون الكفر؛ الفسق الأصغر؛ قوله تعالى ( وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ): قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن: الفسوق في هذا الموضع المعصية.

ومنه ( فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ): قال محمد عزة دروزة في التفسير الحديث: فسوق: أي عصيان، وإثم.

قال أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط: وهو معصية الله المعبر عنها بالفسوق.

انتهى، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

- كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
 
قوله تعالى
( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) النساء 36

* وبذي القربى: ذوو قرابة أحدنا من قبل أبيه أو أمه.

* والجار ذي القربى: يعني ذا الرحم.
قاله ابن عباس.

* والجار الجنب: الغريب الذي ليس بينك وبينه قرابة.

قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك وقتادة وابن زيد ومقاتل.

* والصاحب بالجنب: الرفيق في السفر.
قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي وابن قتيبة.

وقيل: هي الزوجة.
قاله ابن مسعود.

* وابن السبيل: الضيف.
قاله قتادة ومجاهد والضحاك.

* مختالا : ذو الخيلاء والكبر.

المصدر :
ياقوتة الصيراط لغلام ثعلب، تفسير المشكل لمكي القيسي، زاد المسير لابن الجوزي، غريب القرآن للسجستاني، تفسير الطبري.

- كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
 
( يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) النساء 42

* لو تسوى بهم الأرض: أي يصيرون مثلها ترابا.

وتصديقه قوله ( ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ) النبأ 40

* ولا يكتمون الله حديثا: لا يقدرون على كتمانه.

وهذا حين سئلوا فأنكروا فشهدت عليهم الجوارح،
وفي وقت آخر يكتمونه ويقولون ( والله ربنا ما كنا مشركين ) الأنعام 23.
لما رأوا أنه لا يدخل الجنة إلا أهل الإسلام قالوا: تعالوا نجحد فقالوا : والله ربنا ما كنا مشركين، فختم الله على أفواههم، وتكلمت أيديهم وأرجلهم، فلا يكتمون الله حديثا.
قاله ابن عباس.

المصدر :
تفسير المشكل لمكي ، غريب القرآن لابن قتيبة، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير الجلالين، تفسير الطبري.
 
( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا) النساء 43

لا تقربوا الصلاة: لا تتعرضوا بالسكر في أوقات الصلاة.

وأنتم سكارى: قبل تحريم الخمر.

ولا جنبا: أي لا تقربوا المساجد وأنتم جنب إلا أن تكونوا مسافرين لا تجدون الماء فتيمموا.
وهو مروي عن ابن مسعود وأنس والحسن وابن المسيب وعكرمة وعطاء والزهري وأحمد والشافعي.

أو جاء أحد منكم من الغائط: أي أحدث.

أو لامستم النساء: الجماع.
قاله ابن عباس وعلي والحسن ومجاهد وقتادة.

المصدر : تفسير المشكل لمكي القيسي، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير الجلالين.
 
( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ) النساء 51

* الجبت: السحر ،
* والطاغوت: الشيطان .
روي عن ابن عباس وأبي العالية ومجاهد وعطاء وعكرمة ، وسعيد بن جبير والشعبي والحسن والضحاك والسدي.

- وقيل : صنمان.

- وقال الإمام مالك: الطاغوت: هو كل ما يعبد من دون الله ، عز وجل.

وقال الرازي في الصحاح : ( الجبت) كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك.

وقيل : الجبت رئيس اليهود، والطاغوت رئيس النصارى.

المصدر :
ياقوتة الصيراط لغلام ثعلب، تفسير المشكل لمكي القيسي، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير ابن كثير، مختار الصحاح.
 
( أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ) النساء 53

نقيرا: النقطة في ظهر النواة.
قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي وابن زيد ومقاتل والفراء.

قال ابن عباس: لا يظلم الله العباد قدر النقير.

وقيل: القشر الذي يكون في وسط النواة.

وقيل: نقر الرجل بطرف إبهامه.

المصدر :
مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله ابن عباس، تفسير المشكل لمكي القيسي، تفسير الطبري.
 
( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ) النساء 54

أم يحسدون: اليهود.

الناس: النبي صلى الله عليه وسلم.

قال مكي: على ما أحل الله له من النساء.

قال عكرمة: الناس في هذا الموضع النبي خاصة.
وبه قال ابن عباس والسدي والضحاك ومجاهد ومقاتل.

وقيل: النبي وأصحابه.

وقيل: العرب حسدتهم اليهود على النبوة.

وآتيناهم ملكا عظيما: النبوة.
قاله مجاهد.

المصدر :
تفسير المشكل لمكي القيسي، معاني القرآن للفراء ، زاد المسير لابن الجوزي، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للنحاس، تفسير الطبري، تفسير ابن كثير، تفسير القرطبي.
 
( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) النساء 59

* وأولي الأمر منكم: هم أصحاب رسول الله ومن اتبعهم من أهل العلم.
قاله الزجاج.

- وقيل: أهل القرآن والعلم.
قاله مجاهد واختياره مالك.

- وقيل العلماء.
قاله جابر بن عبدالله، الحسن، أبو العالية، عطاء، النخغي والضحاك.

- وقيل: الأمراء.
قاله أبو هريرة، السدي، ابن زيد، مقاتل، وزيد بن أسلم.

قال ابن كثير : والظاهر والله أعلم أن الآية في جميع أولي الأمر من الأمراء والعلماء.

* فردوه إلى الله والرسول: إلى كتاب الله، وسنة رسوله.
قاله مجاهد، قتادة، السدي، الأعمش، وابن مهران، وهو قول الجمهور .

* أحسن تأويلا: معناه: ردكم إياه إلى الله ورسوله أحسن من تأويلكم.
ذكره الزجاج.

المصدر:
غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل لمكي، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، زاد المسير لابن الجوزي، البحر المحيط، تفسير ابن كثير.
 
( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) النساء 65

شجر بينهم: فيما أشكل عليهم.

وقال الزجاج: فيما وقع من الإختلاف بينهم.

حرجا مما قضيت: أي شكا ولا ضيقا من قضائك، وأصل الحرج الضيق.

وحرجا: يعني شكّاً؛ بلغة قريش.

المصدر :
مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، اللغات في القرآن لحسنون السامري، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، معاني القرآن للزجاج، تفسير الطبري.
 
( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ) النساء 71

ثبات: أي جماعات، واحدها ثُبَة.

وقال ابن قيبة: جماعة بعد جماعة
.
وقال ابن عباس: الثبة: عشرة فما فوق ذلك.

وقال صاحب الياقوتة: فرقا.

المصدر :
مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل لمكي القيسي.
 
( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) النساء 78

بروج: البروج: الحصون.

وعن قتادة: القصور المحصنة.

وقال غلام ثعلب: قصور مطولة.

وقيل: بروج السماء.

مشيدة: مطولة.

وقال ابن عباس وقتادة : الحصينة.

وقال ابن قتيبة : قصور عالية.

المصدر :
غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن للسجستاني، تفسير المشكل لمكي القيسي، معاني القرآن للنحاس، ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، زاد المسير لابن الجوزي.
 
( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ) النساء(80)

حفيظا: محاسبا.
قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى، وابن قتيبة.

وقيل: رقيبا.

تنبيه:

هذا قبل أن يؤمر بالقتال.

قال في البحر المحيط:
وهي قبل نزول القتال.

وقال : ابن زيد: هذا أول ما بعثه، قال ( إن عليك إلا البلاغ ) ثم جاء بعد هذا بأمره بجهادهم والغلظة عليهم حتى يسلموا. انتهى

قال القتبي: محاسبا؛ فنسخ الله هذا بآية السيف.

المصدر:
مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، غريب القرآن لابن قتيبة، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير المشكل لمكي القيسي، تفسير الطبري، البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، تفسير القرطبي.
 
( البسيط في تفسير معاني وغريب القرآن )

( وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ(17)وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) ) الإنشقاق

قوله ( وما وسق ): وما جمع.
قاله الفراء، وإلايجي الشافعي. وبه قال الزجاج، ومكي، وابن الهائم، والنسفي، والبغوي، وابن جزي الغرناطي، وأبو السعود. وحكاه في البسيط عن المبرد.

وزاد النسفي، والبغوي، والزجاج، وابن جزي، وأبو السعود: وضم.

وزاد ابن الهائم: وذلك أن الليل يضمّ كلّ شيء إلى ما وراءه فيقال فيه: واللّيل وما وسق.

وزاد الإيجي: وضم من دابة وغيرها.

قال السمين الحلبي: الوسق: جمع الأشياء المتفرقة، والمعنى:وماجمع من الظلم.

قال السعدي:أي احتوى عليه من حيوانات وغيرها.

قال الواحدي ( في البسيط ): أي وماجمع، وضم، وحوى، ولفَّ.

وقال الواحدي ( في الوسيط ): والمعنى: جمع وضم ما كان منتشرًا بالنهار في تصرفه، وذلك أن الليل إذا أقبل أوى كل شيء إلى مأواه.

وقال الواحدي ( في الوجيز ): جمع وحمل وضمَّ وآوى من الدواب والحشرات والهوام والسباع وكلّ شيء دخل عليه اللَّيل.

قال النسفي: والمراد ما جمعه من الظلمة والنجم، أو ما عمل فيه من التهجد وغيره.

قال عكرمة: ساق؛ لأن ظلمة الليل تسوق كل شيء إلى مأواه.
حكاه الماوردي في النكت.

قال الشنقيطي: والمعنى هنا: والليل وما جمعه من المخلوقات . قيل: كأنه أقسم بكل شيء كقوله تعالى: (فلا أقسم بما تبصرونوما لا تبصرون ).

قال الطبري: يقول: والليل وما جمع مما سكن وهدأ فيه من ذي روح كان يطير، أو يَدِب نهارا.

قال السمرقندي: يعني: ما يساق معه من الظلمة والكواكب.

قال الراغب الأصفهاني: الوَسْقُ: جمع المتفرّق. يقال: وَسَقْتُ الشيء:إذاجمعته.

قال الشنقيطي: هو الجمع والضم للشيء الكثير.

ويقال: وسق: علا، وذلك أنّ الليل يعلو كلّ شيء ويجلّله ولا يمتنع منه شيء.
قاله ابن الهائم.

قال ابن أبي زمنين: وما جمع مما عَمِلَ فيه الخلق من خير أو شر.

وقيل: أي جمع وساق كل شيء إلى مأواه من الطير والسباع، فذكر النهاروالليل؛ لما فيهما من المنافع.
حكاه الماتريدي.

وقال عكرمة:وماجمع فيه منّ دوابه وعقاربه وحيّاته وظلمته.
حكاه الثعلبي.

قال مكي في الهداية: أكثر المفسرين على أن معنى ( وَمَاوَسَقَ ):وماجمع، وماآوى، وماستر.

قال السمعاني: أي:وماجمع ولف، وضم الأشياء بعد انتشارها، وإنما قال ذلك؛ لأنه إِذا كان الليل آوى كل شيء إلى مأواه، ورجع كل إنسان إلى منزله، وإذا كان النهار انتشروا في التصرف.

قوله ( والقمر إذا اتسق ): إذا تمّ وكمل، إذا اجتمع واستوى.

يقال اتسق القوم أي: اجتمعوا. بلغة جرهم.
ذكره عبدالله بن حسنون السامري.

قال السعدي: أي امتلأ نورًا بإبداره، وذلك أحسن ما يكون وأكثر منافع.

قال الإيجي الشافعي: استوى وتم بدرًا.

قال أبو السعود: اجتمع،وتم بدرا؛ ليلة أربع عشر.

قال شهاب الدين الشافعي ثم الحنفي: انتظم واجتمع نوره إذا كان بدراً.

قال النسفي: تمّ واستوى واجتمع.

قال الواحدي في الوسيط: استوى، واجتمع، وتكامل، وتم.

قال ابن عباس: اتّساقه اجتماعه واستواؤه.
حكاه نافع بن الأزرق.

قال السمين الحلبي: اجتمع ضوؤه في الليالي البيض.

قال ابن أبي زمنين: إذا استوى فاستدار.

قال ابن قتيبة، ومكي، وأبو بكر السجستاني:أي امتلأ في الليالي البيض.

إلا أن أبا بكر قال: إِذاتمّ وامتلأ.. إلخ.

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: إذا تمّ.

قال الفراء: اتساقه: امتلاؤه ثلاث عشرة إلى ست عشرة فيهن اتساقه.

وقال الشنقيطي: أي اتسع أي تكامل نوره، وهو افتعل من وسق.

وقال أبو بكر الأصم: معناه: أنه جُمع وسوي بعد أن كان كالعرجون القديم فيذكرهم قوته؛ ليعلموا أنه قادر على بعثهم.
حكاه الماتريدي.
___
المصدر:
اللغات في القرآن لعبدالله بن حسنون السامري بسنده لابن عباس، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للزجاج، تفسير النسفي، النكت والعيون للماوردي، البسيط للواحدي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير السمرقندي، تفسير النستفسير الطبري،، تفسير ابن أبي زمنين، تأويلات أهل السنة للماتريدي، الكشف والبيان للثعلبي، تفسير السمعاني، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تفسير أبي السعود، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني لشهاب الدين، التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الغرناطي، أضواء البيان للشنقيطي، تفسير السعدي.

- كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
 
قوله تعالى
( وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85)) التوبة

نكتة:

هذه الآية قد سبق نظيرتها؛ في السورة ذاتها؛ أعني قوله تعالى ( فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) التوبة: 56

قال القرطبي: كرره تأكيدا .

قلت ( عبدالرحيم ): يجب العلم بأن التكرار في القرآن ليس بتكرار محض؛ بل له فوائد؛ - أدركت ذلك أم لا- ؛ قد أفردها العلماء بالبحث والتصنيف؛ أعني" التكرار في القرآن، وفوائده"،
وراجع في ذلك - إن شئت ( الإتقان في علوم القرآن ) للسيوطي - رحمه الله -.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 14/408 ):
وليس في القرآن تكرار محض بل لا بد من فوائد في كل خطاب. فـ " المتشابه " في النظائر المتماثلة. و " المثاني " في الأنواع. وتكون التثنية في المتشابه أي هذا المعنى قد ثني في القرآن لفوائد أخر.

قال السيوطي في اتقانه:
النوع الرابع- التكرير وهو أبلغ من التأكيد وهو من محاسن الفصاحة خلافا لبعض من غلط.
وله فوائد:
منها التقرير وقد قيل: الكلام إذا تكرر تقرر وقد نبه تعالى على السبب الذي لأجله كرر الأقاصيص والإنذار في القرآن بقوله: {وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا.}
ومنها التأكيد، ومنها زيادة التنبيه على ما ينفي التهمة ليكمل تلقي الكلام بالقبول ومنه: ...

إلى آخر ما ذكر - رحمه الله -.

قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي؛ المعروف بالقرطبي في الجامع لأحكام القرآن:
وأما وجه التكرار فقد قيل إنه للتأكيد في قطع أطماعهم، كما تقول: والله لا أفعل كذا، ثم والله لا أفعله. قال أكثر أهل المعاني: نزل القرآن بلسان العرب، ومن مذاهبهم التكرار إرادة التأكيد والإفهام، كما أن من مذاهبهم الاختصار إرادة التخفيف والإيجاز، لأن خروج الخطيب والمتكلم من شيء إلى شيء أولى من اقتصاره في المقام على شيء واحد، قال الله تعالى: فبأي آلاء ربكما تكذبان. فويل يومئذ للمكذبين. كلا سيعلمون، ثم كلا سيعلمون. وفإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا. كل هذا على التأكيد.

قال ابن قتيبة: من مذاهب العرب التكرار للتوكيد والإفهام، كما أن من مذاهبهم الاختصار للتخفيف والإيجاز لأن افتنان المتكلم والخطيب في الفنون أحسن من اختصاره في المقام على فن واحد، يقول القائل: والله لا أفعله، ثم والله لا أفعله، إذا أراد التوكيد وحسم الأطماع من أن يفعله، كما تقول: والله أفعله، بإضمار «لا» إذا أراد الاختصار، ويقول القائل للمستعجل: اعجل اعجل، وللرامي: ارم ارم، قال الشاعر:
كم نعمة كانت له وكم وكم...
حكاه ابن الجوزي في زاد المسير .

قال الواحدي في البسيط: قال أهل المعاني: (إنما كرر هذه الآية للبيان عن قوة هذا المعنى فيما ينبغي أن يحذر منه مع أنه للتذكير به في موطنين يبعد أحدهما عن الآخر فتجب العناية بأمره، قالوا: ويجوز أن يكون في فريقين من المنافقين، فيجري مجرى قول القائل: (لا تعجبك حال زيد، لا تعجبك حال عمرو) (6).

انتهى

*قوله ( وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا ):* يقول لا تحسبنّ تمكين أهل النّفاق من تنفيذ مرادهم، وتكثير أموالهم إسداء معروف منّا إليهم، أو إسباغ إنعام من لدّنا عليهم، إنما ذلك مكر بهم، واستدراج لهم، وإمهال لا إهمال. وسيلقون غِبّه(1) عن قريب.
قاله القشيري في لطائف الإشارات.

قلت ( عبدالرحيم ): ولما كان من دأب المنافقين أن يخادعوا الله، وأهل الإيمان بظاهرهم، والمبالغة في إخفاء كفرهم وعداوتهم؛ كما في قوله تعالى ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )؛

حذر الله بعدم الاغترار بهم؛ في غير ما آية؛ كما في الآيتين التين نحن بصددهما؛ فقال ( وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ )، وقال ( فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ).

فليحذر أهل الإيمان من المنافقين أعداء الدين، من الذين قال الله فيهم ( هم العدو فاحذرهم )، ولا تصغوا لحديثهم عامة، وفي منابرهم - قنوات البث - خاصة؛ وإن زخرفوه بزخرف القول غرورا.
انتهى

قال الطاهر بن عاشور؛ في التحرير والتنوير:
الخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم والمقصود به المسلمون، أي لا تعجبكم، والجملة معطوفة على جملة النهي عن الصلاة عليهم .

قال الطبري: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولا تعجبك، يا محمد، أموالُ هؤلاء المنافقين وأولادهم، فتصلي على أحدهم إذا مات وتقوم على قبره، من أجل كثرة ماله وولده, فإني إنما أعطيته ما أعطيته من ذلك لأعذبه بها في الدنيا بالغموم والهموم, بما ألزمه فيها من المؤن والنفقات والزكوات، وبما ينوبه فيها من الرزايا والمصيبات.

قوله ( وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُون ): «وَتَزْهَقَ» تهلك وتبطل.
قاله أبو بكر السجستاني في غريب القرآن.

قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: معناه، وتخرج أنفسهم أي يغلظ عليهم المكروه حتى تزهق أنفسهم.

قال مقاتل بن سليمان في تفسيره: وتزهق يقول وتذهب أنفسهم كفارا يعني يموتون على الكفر فذلك قوله: وهم كافرون.

قال الطبري: يقول: وليموت فتخرج نفسه من جسده، فيفارق ما أعطيته من المال والولد، فيكون ذلك حسرة عليه عند موته، ووبالا عليه حينئذٍ، ووبالا عليه في الآخرة، بموته جاحدًا توحيدَ الله، ونبوةَ نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

(1) غبه: يقال: إن لهذا الأمْرِ مَغَبَّةٌ طيِّبةُ، أي: عاقبة.
قاله الزبيدي في تاج العروس من جواهر القاموس، وبه قال سَلَمة بن مُسْلِم الصُحاري في الإبانة في اللغة.

. كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
 
[FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot] ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا ) النساء 81[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]( ويقولون طاعة ): [/FONT][FONT=&quot]يعني المنافقين يقولون باللسان: مرنا، فإن أمرك طاعة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]قاله السمعاني.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT][FONT=&quot]قال ابن قتيبة: بحضرتك.[/FONT][FONT=&quot]

[/FONT]
[FONT=&quot]وعن ابن عباس: يغيرون ما قال رسول الله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]( فإذا برزوا من عندك ): أي خرجوا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ومنه قوله تعالى ([/FONT][FONT=&quot] قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ [/FONT][FONT=&quot]لَبَرَز[/FONT][FONT=&quot]َ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ[/FONT][FONT=&quot] ): [/FONT][FONT=&quot]لَبَرَز[/FONT][FONT=&quot]َ[/FONT][FONT=&quot]: قال السمعاني: [/FONT][FONT=&quot]أي خرج الذين كتب عليهم القتال إلى مصارعهم للموت[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]( بيت طائفة منهم غير الذي تقول ): أي قالوا وقدروا ليلا غير ما أعطوك نهارا[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]قال أبو حيان في البحر[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot]نزلت في المنافقين باتفاق.[/FONT][FONT=&quot]

[/FONT]
[FONT=&quot]المصدر[/FONT][FONT=&quot] :
[/FONT]
[FONT=&quot]غريب القرآن لابن قتيبة، تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، زاد المسير لابن الجوزي، تفسير الطبري، البحر المحيط لأثير الدين أبي حيان الأندلسي، تفسير السمعاني.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ) الفيل: 5
قوله ( كعصف ): ورق الزّرع.
قاله العز بن عبدالسلام، وأبو حيان الأندلسي، وابن الهائم، ومكي، والواحدي(وجيز)، والبيضاوي، وابن أبي زمنين، والسمعاني، والسيوطي، ومجير الدين العليمي الحنبلي، وأبو السعود، وغيرهم.

وزاد السيوطي في الدر المنثور: البالي المأكول.

وزاد مجير الدين: وهو التبن.

وزاد أبو السعود: فيه الأكال وهو أن يأكله الدود أو أكل حبه فبقي صفرا منه أو كتبن أكلته الدواب وراثته.

قال في القاموس المحيط: أي: كزرع أكل حبه وبقي تبنه، أو كورق أخذ ما كان فيه وبقي هو لا حب فيه، أو كورق أكلته البهائم.

قال الشنقيطي: قال أكثر العلماء: العصف ورق الزرع.

قال في غاية الأماني: كورق زرع أكله الدود، أو كروث الدواب. وإنما عدل إلى المنزل؛ على نمط آداب القرآن.

قال القرطبي: ومما يدل على أنه ورق الزرع قول علقمة:
تسقي مذانب قد مالت عصيفتها ... حدورها من أتي الماء مطموم. ( ماء كثير يغمر؛ علا وغلب ).

وقال أبو بكر بن دريد الأزدي ( في جمهرة اللغة ): وهو الورق الذي يتفتح عن الثمرة والسنبلة، وهي العصيفة.
ثم ذكر البيت الذي استشهد به القرطبي.

وقيل: ورق كل نابت.
حكاه الماتريدي.

وقال عكرمة: كالحب إذا أكل فصار أجوف.
حكاه البغوي.

قال ابن عباس: هو قشر البر، يعني الغلاف الذي يكون فوق حبة القمح.
حكاه مكي في الهداية.

قال عبدالكريم بن يونس الخطيب: والعصف المأكول: أي الذي أكل منه الحب، وبقي هذا القشر الرقيق الذي كان يغلّفه.

قال البيضاوي: كورق زرع وقع فيه الآكال وهو أن يأكله الدود أو أكل حبه فبقي صفرا منه، أو كتبن أكلته الدواب وراثته.

قال مجاهد: العصف: ورق الحنطة ( القمح ).
حكاه مكي، والثعلبي.

وقال قتادة: هو التبن.
رواه عبدالرزاق، والطبري.

وقال الضحاك: كزرع مأكول.
رواه الطبري.

قال النسفي: زرع أكله الدود.

قال ابن أبي زمنين: الْعَصْفُ: ورق الزرع.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( والحب ذو العصف والريحان ):الراغب: العَصْف والعَصِيفَة: الذي يُعْصَف من الزرع، ويقال لحطام النّبت المتكسّر: عَصْفٌ.
قال مقاتل، والزجاج، والواحدي(بسيط): ورق الزرع.

وزاد مقاتل: الذي يكون فيه الحب.

قال السمرقندي: ذو الورق.

وقال السيوطي في اتقانه: التبن.

قال مكي في الهداية: ورق الزرع الأخضر الذي قطع رؤوسه يسمى العصف إذا يبس.

وقيل هو التبن قاله قتادة والضحاك. وقال ابن جبير العصف: البقل من الزرع.

قال عبدالكريم بن يونس الخطيب: ( وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ ): هو الحب الذي يؤكل كالحنطة وغيرها، والعصف: هو أوعية هذا الحب التي تنفصل عنه عند نضجه، فتكون حطاما وهشيما، كما في قوله تعالى: «فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ».

قال الماوردي في النكت: وأما العصف ففيه ثلاثة أقاويل: أحدها: تبن الزرع وورقه الذي تعصفه الريح، قاله ابن عباس. الثاني: أنه الزرع إذا اصفر ويبس. الثالث: أنه حب المأكول منه، قاله الضحاك، كما قال تعالى: ( كَعَصْفٍ مَأكُولٍ ).

قال في البسيط: فحصل من هذه الأقوال أن العصفَ ورق الزرع، ثم إذا يبس وديس صار تبنًا. وعلى هذا يدور كلام المفسرين.
انتهى

قوله ( مأكول ): ممضوغ.

قال عبدالرحمن بن زيد: ورق الزرع وورق البقل، إذا أكلته البهائم فراثته، فصار رَوْثا.
رواه الطبري.

قال حبيب بن أبي ثابت: ( كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) قال: كطعام مطعوم.
رواه الطبري.

قال مقاتل: فشبههم بورق الزرع المأكول يعني البالي.

قال ابن الهائم: يعني أخذ ما فيه من الحبّ فأكل وبقي هو لا حبّ فيه.

قال ابن أبي زمنين: والمأكول: الذي قد أخرقه الدود الذي يكون في البقل.
وبه قال العز بن عبدالسلام.

قال السمرقندي: يعني: كزرعٍ بالٍ.

قال الواحدي في الوجيز: كزرع أكلته الدواب فداسته وفتَّتته.

قال الزجاج: أي جعلهم كورق الزرع الذي جف وأُكل.

المعنى الإجمالي للآية:
قال الطبري: يعني تعالى ذكره: فجعل الله أصحاب الفيل كزرع أكلته الدواب فراثته، فيبس وتفرّقت أجزاؤه؛ شبَّه تقطع أوصالهم بالعقوبة التي نـزلت بهم، وتفرّق آراب أبدانهم بها، بتفرق أجزاء الروث، الذي حدث عن أكل الزرع.

وهو قول البغوي، والخازن، والسمعاني، ومجير الدين الحنبلي، ومكي في الهداية، و الواحدي في الوسيط.

وزاد الخازن: وتبن. فقال: يعني كزرع وتبن...إلى آخره.
وبنحوه قال الثعلبي.

قال مكي في الهداية: وروي أن الحجر كان يقع على أحدهم فيخرج كل ما في بطنه فيبقى كقشر الحبة إذا بقا بعد خروج الحبة منه، فالتقدير: مأكول ما فيه، أو مأكول حبه.
ومن جعله الروث بعينه لم يقدر حذفا، لأن المعنى: فجعلهم كورق قد أكلته الدواب وراثته.

قال سراج الدين النعماني: وفيه مبالغة حسنة، وهو أنه لم يكفهم أم جعلهم أهون شيء من الزرع، وهو ما لا يجدي طائلا، حتى جعلهم رجيعا.

وبنحوه قال السمين الحلبي: لم يكفه أن شبههم بأهون الأشياء. وهو ما يأكله الدواب بغير رغبةٍ لها فيه - حتى جعلهم بمنزلته بعدما أكل وصار سرجينًا ورجيعًا.

قال إسماعيل الخلوتي في روح البيان: وهنا شبههم به فى فنائهم وذهابهم بالكلية او من حيث انه حدثت فيهم بسبب رميهم منافذ وشقوق كالزرع الذي أكله الدود.

قال القرطبي: أي جعل الله أصحاب الفيل كورق الزرع إذا أكلته الدواب، فرمت به من أسفل. شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزائه.
وبه قال الشوكاني، وصديق حسن خان، وسراج الدين النعماني.

قلت ( عبدالرحيم ): ولأن الله حيي يكني؛ فكان منه_ جل ذكره_ التعريض بحالهم؛ فما ذكر الروث، ولا الرجيع، أو نحوه.
ونظيره في التنزيل كثير؛ كما قال ( أو جاء أحد منكم من الغائط ): عني قضاء الحاجة.
وكقوله عن عيسى وأمه ( كانا يأكلان الطعام ): فمن أكل الطعام قطعا سيُخْرج، دليل على أنهما بشر. وكقوله ( من قبل أن تمسوهن ): عني الجماع. وقوله ( وقد أفضى بعضكم إلى بعض ): عني الجماع. وقوله( فلما تغشاها حملت حملت خفيفا ): عني الجماع.

وفيه بيان إهانة الله لأصحاب الفيل؛ بعدما وصفهم بصحبة حيوان بهيم؛ بعدما أتلفهم بعذاب لم يسمع من قبل إلا في التنزيل ( ومن يهن الله فما له من مكرم ).

المصدر:
تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان، التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، معاني القرآن للزجاج، البسيط للواحدي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير البغوي، تفسير الطبري، تفسير القرطبي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تفسير عبدالرزاق، تفسير النسفي، تفسير مقاتل، تفسير السمرقندي، النكت والعيون للماوردي، تفسير الخازن، الكشف والبيان للثعلبي، فتح القدير للشوكاني، اللباب لسراج الدين النعماني، تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تفسير العز بن عبدالسلام، تفسير البيضاوي، تفسير ابن أبي زمنين، تفسير السمعاني، تفسير أبي السعود، الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي، غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني لشهاب الدين، تأويلات أهل السنة للماتريدي، جمهرة اللغة للأزدي، القاموس المحيط للفيروز آبادي، تفسير الشنقيطي، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، التفسير المنير للزحيلي، التفسير الحديث لمحمد عزة دروزة، روح البيان لإسماعيل حقي خلوتي، التفسير القرآني للقرآن لعبدالكريم يونس الخطيب.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
 
قوله تعالى
{وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِين}[التوبة:86]

*قوله {وإذا أنزلت سورة}:* أي طائفة من القرآن.
قاله الجلال السيوطي في الجلالين، وبه قال صديق حسن خان. .

وزاد صديق حسن خان في فتح البيان في مقاصد القرآن: ويجوز أن يراد بعض السورة وأن يراد تمامها وقيل هي هذه السورة.

قال الطبري: وإذا أنـزل عليك، يا محمد، سورة من القرآن، بأن يقال لهؤلاء المنافقين.

وقال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: سورة براءة.

قال الزمخشري في الكشاف: يجوز أن يراد السورة بتمامها، وأن يراد بعضها في قوله وإذا أنزلت سورة كما يقع القرآن والكتاب على كله وعلى بعضه؛ لأن فيها الأمر بالإيمان والجهاد.
وبه قال الفخر الرازي في التفسير الكبير.

*قوله {أن آمنوا بالله}:* أي بأن آمنوا.
قاله الإيجي الشافعي في جامع البيان في تفسير القرآن.

قال القرطبي: و( أن ) في موضع نصب؛ أي بأن آمنوا .

قال العز بن عبدالسلام في تفسيره ( اختصار النكت والعيون للماوردي ): دوموا على الإيمان، أو افعلوا فعل المؤمن، أو أمر المنافقين أن يؤمنوا باطناً كما آمنوا ظاهراً.

*قوله {وجاهدوا مع رسوله}:* يقول: اغزوا المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قاله الطبري.

*قوله {استأذنك}:* في القعود، والتخلف عن الغزو معك؛ وليس لهم ذلك؛ لأنهم ليسوا بأصحاب أعذار.

*قوله {أولو الطول منهم}:* أي أولو الغنى والمال الكثير.
قاله غلام ثعلب في ياقوتة الصراط.

قال السمعاني في تفسيره: الطول: هو السعة والغنا بإجماع المفسرين، وقيل: إنه إنما سميت السعة طولا؛ لأن الإنسان يتطاول بها الناس.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى( غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ): ذِي الطَّوْلِ: قال غلام ثعلب في الياقوتة: أي: الغنى والفضل.

وقال الواحدي في الوجيز: الغنى والسعة.

وقال التستري في تفسيره: ذي الغنى عن الكل.

وقال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: معناه ذي الغنى والفضل والقدرة.

ومنه ( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ): طَوْلًا: أي غنى. قاله ابن أبي زمنين في تفسيره، وبه قال السمرقندي، وبه قال برهان الدين الكرماني المعروف بتاج القراء في غرائب التفسير وعجائب التأويل ؛ وزاد: وسعة.

وقال البغوي: أي: فضلا وسعة.

قال ابن الجوزي في زاد المسير: «الطول»: الغنى والسعة في قول الجماعة.

وقال الواحدي في البسيط: الطول الغناء والسعة والقدرة، يقال: فلان ذو طول أي: ذو قدرة في ماله، يراد بالقدرة ههنا: القدرة على المهر.

*قوله {وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين}:* يعني: مع القاعدين عن الجهاد.
قاله السمعاني.

قال الإيجي: أي: النساء، جمع خالفة، أي: بحيث لا يتحرزون عن هذا العار.

المعنى الإجمالي للآية ( المختصر في تفسير القرآن ):

وإذا أنزل الله سورة على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - متضمنة للأمر بالإيمان بالله والجهاد في سبيله طلب الإذن في التخلف عنك أصحاب الغنى واليَسَار منهم، وقالوا: اتركنا نتخلف مع أصحاب الأعذار كالضعفاء والزَّمْنَى.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
 
قوله تعالى
{رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُون} [التوبة:87]

*قوله {رضوا}:* يعني المنافقين.

*قوله {بأن يكونوا مع الخوالف}:* يعني النساء.

قاله الزجاج في معاني القرآن وإعرابه، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وابن الهائم في التبيان، وغلام ثعلب في ياقوتة الصراط، والبغوي في تفسيره،
وبه قال مقاتل بن سليمان في تفسيره، والسمرقندي في بحر العلوم، والسيوطي في الجلالين، والواحدي في الوجيز، ومكي في كتابيه ( الهداية إلى بلوغ النهاية، وتفسير المشكل ).

قال ابن أبي زمنين: يعني: النساء؛ في تفسير العامة.

قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: والخالفة: عمود الخيمة المتأخر، ويكنى بها عن المرأة لتخلفها عن المرتحلين، وجمعها خوالف، قال: (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف )، ووجدت الحي خلوفا، أي: تخلفت نساؤهم عن رجالهم.

قال السيوطي في الجلالين: جمع خالفة أي: النساء اللاتي تخلفن في البيوت.

قال مكي في الهداية: أي مع النساء اللواتي لا فرض عليهن في الجهاد، جمع خالفة.

قال الزجاج: وقد يجوز أن يكون جمع خالفة في الرجال.

وقيل: هم أدنياء الناس وسفلتهم.
حكاه السمعاني في تفسيره.

قال ابن قتيبة في غريب القرآن: ويقال: هم خساس الناس وأدنياؤهم. يقال: فلان خالفة أهله: إذا كان دونهم.

*قوله {وطبع على قلوبهم}:* أي ختم.

قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، ومكي في الهداية، والسمرقندي، والسمعاني.

وزاد أبو عبيدة: ومنه قولهم: ضع عليه طابعا، أي خاتما.

قال مقاتل بن سليمان: يعني وختم على قلوبهم بالكفر.

قال ابنكثير: أي بسبب نكولهم عن الجهاد والخروج مع الرسول في سبيل الله.

قلت ( عبدالرحيم ): ونظيرتها فيما أنزل في المنافقين؛ قوله تعالى ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ): أي ختم.

وقوله؛ في إخوانهم اليهود ( وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ ): أي ختم.

قال صديق حسن خان في فتح البيان في مقاصد القرآن: كقوله ختم الله على قلوبهم.

قلت ( عبدالرحيم ): يشير رحمه الله؛ إلى قوله تعالى ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ): قال الكفوي في الكليات: طبع عليها.

وبه قال ابن عباس: طبع الله على قلوبهم.
حكاه عنه نافع ابن الأزرق في غريب القرآن في شعر العرب ((مسائل نافع بن الأزرق لعبد الله بن عباس - رضي الله عنه وعن أبيه)).

قال ابن قتيبة في غريب القرآن: بمنزلة طبع الله عليها. والخاتم بمنزلة الطابع. وإنما أراد: أنه أقفل عليها وأغلقها، فليست تعي خيرا ولا تسمعه. وأصل هذا: أن كل شيء ختمته، فقد سددته وربطته.

قال الأزهري الهروي في تهذيب اللغة: معنى ((ختم)) _ في اللغة _ و ((طبع)) : واحد وهو التغطية على الشيء، والاستيثاق منه، لئلا يدخله شيء.

قلت (عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) "يَخْتِمْ": أي إن يشأ الله يطبع على قلبك؛ إن افتريت عليه؛ وكأن الله قال: ليس ما جاءكم به_محمد صلى الله عليه وسلم_ بمفترى؛ إذ لو كان كذلك وافتراه _ وحاشاه_؛ لختمت على قبله؛ أي طبعت.

وهذا كقوله ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ): قال ابن كثير:أي : محمد صلى الله عليه وسلم لو كان كما يزعمون مفتريا علينا ، فزاد في الرسالة أو نقص منها ، أو قال شيئا من عنده فنسبه إلينا ، وليس كذلك ، لعاجلناه بالعقوبة .

قال مكي في الهداية: أي يطبع على قلبك فتنسى هذا القرآن يا محمد، قاله قتادة والسدي.

وقال نجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن: ينسك القرآن.

قال ابن سيده في المحكم والمحيط الأعظم: والختم على القلب: ألا يفهم شيئا ولا يخرج منه شيء، كأنه طبع.

*قوله {فهم لا يفقهون}:* لا يفهمون عن الله، وما أعده لأهل الإيمان؛ الذين صدقوا الله في جهادهم مع نبيه صلى الله عليه وسلم، وما أعده من العذاب لمن نكل عن ذلك.

ومنه قوله تعالى ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ ): أي ما نفهم ذلك.
قاله الألوسي في روح المعاني.

فمعنى قوله تعالى{فهم لا يفقهون}: أي لا يفهمون الإيمان، وشرائعه، وأمر الله، ولا يفهمون ما فيه صلاحهم، ولا ما فيه هلاكهم، في الدارين.

قال السمرقندي في بحر العلوم: ويقال: لا يعلمون ثواب الخروج إلى الجهاد.

قال البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: أيلافقه لهم يعرفون به ما في الجهاد من العز والسعادة في الدارين، وما في التخلف من الشقاء والعار فلذلكلايجاهدون، فلاشيء أضر من هذه الأموال والأولاد التي أبعدت عن الممادح وألزمت المذام والقوادح، فقد اكتنفت آية الأموال في أول قصة وآخرها ما يدلعلىمضمونها.

المعنى الإجمالي للآية ( المختصر في تفسير القرآن الكريم ):

رَضِي هؤلاء المنافقون لأنفسهم الذلة والمهانة حين رَضُوا أن يتخلفوا مع أصحاب الأعذار، وختم الله على قلوبهم بسبب كفرهم ونفاقهم، فهم لا يعلمون ما فيه مصلحتهم.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ00966509006424
 
قوله تعالى
( وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) ) القصص
قوله ( وَقَالَتْ ): أم موسى لأخت موسى حين ألقته في اليم.
قاله الطبري.

قوله ( قُصّيهِ): قصي أثره.
قاله الأخفش، والفراء، وابن قتيبة.

وزاد ابن قتيبة: واتبعيه.

قال الطبري: قصي أثر موسى، اتبعي أثره. تقول: قصصت آثار القوم: إذا اتبعت آثارهم.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا ): قال بيان الحق النيسابوري: أي رجعا يقصان الأثر ويتبعانه.

قال أبو بكر السجستاني: أي رجعا يقتصان الأثر الذي جاءا فيه.

قال الزجاج: والقصص اتباع الأثر.

قوله: ( فَبَصُرَتْ بِهِ ): أي رأته.
قاله أبو حيان.

قال الطبري: يقال منه: بصرت به وأبصرته، لغتان مشهورتان، وأبصرت عن جنب، وعن جنابة.

قال المبرد: بصرت بالشيء، وأبصرته واحد في المعنى.
حكاه الواحدي في البسيط.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى عن السامري ( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ): قال ابن كثير: أي رأيت جبريل حين جاء لهلاك فرعون.

قال السمرقندي: يعني رأيت ما لم يروا وعلمت ما لم يعلموا به يعني: بني إسرائيل.

قوله ( عَنْ جُنُبٍ ): أي عن بعد؛ ومنه سمي الأجنبي: لبعده عن محرمية المرأة.
فمعنى عن جنب: أي عن بعد، كأنها ليست تريده، ولا تعرفه؛ كي لا يُعلم أنه منها.

وقيل: النظر عن جنب أن تنظر إلى الشيء كأنك لا تريده.
حكاه الألوسي.

قال غلام ثعلب: أي عن ناحية.

وقيل: عن شوق.

يقال جنبت إليك: أي اشتقت؛ بلغة جذام.
حكاه النحاس، والماوردي، والعز بن عبدالسلام، والقرطبي، وأبو حيان، والسمين الحلبي، وسراج الدين النعامي، وصديق حسن خان وغيرهم.

قال الطبري: عن بُعد لم تدن منه ولم تقرب، لئلا يعلم أنها منه بسبيل.

قال بيان الحق النيسابوري: عن جانب، كأنها ليست تريده.

قال الزجاج: أي عن بعد تبصر ولا تُوهِم.

قال ابن قتيبة: أي عن بعد منها عنه وإعراض: لئلا يفطنوا لها. و"المجانبة" من هذا. والجنب والجنابة: البعد.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ): قال الطبري: أبعدْني وبنيّ من عبادة الأصنام.

قوله ( ٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ):أنها أخته لأنها كانت تمشي على ساحل البحر حتى رأتهم قد أخذوه.
قاله الماوري.

قوله ( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ ): أي منعناه أن يرضع منهن. والمراضع: جمع "مرضع".
قاله ابن قتيبة.

قال الطبري: ومنعنا موسى المراضع أن يرتضع منهنّ من قبل أمه.

قال الواحدي: منعنا موسى أن يقبل ثدي مرضعة.

قلت ( عبدالرحيم ): والحرام في اللغة: الممنوع؛ وهو قسمان: شرعي؛ كتحريم الربا، وقدري؛ كما في الآية التي نحن بصددها؛ أعني قوله تعالى ( وحرمنا عليه المراضع ): فالتحريم هنا قدري؛ وليس تحريما شرعيا،

ومنه قوله تعالى ( وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ): قال السيوطي في اتقانه: والمنع: ممتنع على أهل قرية قدرنا إهلاكهم لكفرهم أنهم لا يرجعون عن الكفر إلى قيام الساعة.

قال الطاهر بن عاشور: أي ممنوع على قرية قدرنا إهلاكها أن لا يرجعوا.

قوله ( مِن قَبْلُ ): أن نرده على أمه.
قاله الواحدي.

قال البغوي: أي من قبل مجيء أم موسى.

قوله تعالى ( فَقَالَتْ): أي فقالت أخت موسىلما تعذر عليهم رضاعه.
قاله الزجاج.

قوله (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ ): يكفلونه: أي يضمونه إليهم.
قاله ابن قتيبة، والواحدي.

قال مقاتل: يعني يضمنون لكم رضاعه.

قوله ( وَهُمْ لَهُ نَاصِحُون ): مخلصون شفقته.
قاله الواحدي.

قال البقاعي: ثابت نصحهم له، لا يغشونه نوعا من الغش.

قلت ( عبدالرحيم ): قوله تعالى ( وهم له ناصحون ): النصح: ضد الغش، وهذا الكلمة حوت معاني كثيرة؛ في مقامنا هذا، وغيره.
أي يعاملونه بإخلاص من غير غش ولا فساد له، ويشفقون عليه، لا يقصرون في إرضاعه وتربيته وما يصلحه؛ مع تمام حنوهم، وشفقتهم عليه، فلا يضيعونه.

قال النسفي: النصح إخلاص العمل من شائبة الفساد.

قال الشوكاني، وصديق حسن خان: أي مشفقون عليه لا يقصرون في إرضاعه وتربيته.
وبنحوه قال أبو السعود.

قال السمعاني: أي عليه مشفقون، والنصح ضد الغش. انتهى كلامه.

قلت: وجاء ذكر النصح في الآية _ والله أعلم _ لأمرين:

الأول: أهمية النصح، ومكانته.

ثانيا: أهمية الشفقة والرحمة بالرضيع؛ بخلاف من انقلبت فطرهم.

يُظْهِر ذلك بجلاء ما جاء من نصوص متواترة في شأن الصبي، وكيف ضمن له الإسلام كل ما يصلحه؛ حتى بعد طلاق الزوجين وقد سبق شيء من ذلك بحمد الله.

فكم من مرضع: ترضع للأجرة فحسب، وقد نزع من قلبها الرحمة، ولا تقوم بما يلصح الصبي، بل ربما تضيعه، وتعرضه للتلف.

ونطير قوله ( وهم له ناصحون ): قوله تعالى ( قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ): قال السيوطي: لقائمون بمصالحه.

وهنا لطيفة، وعظة للناس عامة، ولأهل الإيمان خاصة؛ أشار إليها القشيري__ حيث قال:
بالغداة كانوا في اهتمام كيف يقتلونه أمسوا- وهم في جهدهم- كيف يغذونه! فلما أعياهم أمره، قالت لهم أخته: «هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم؟» فقبلوا نصيحتها شفقة منهم عليه، وقالوا: نعم، فردوه إلى أمه، فلما وضعت ثديها في فمه ارتضعها موسى فسروا بذلك. انتهى كلامه.

قلت: وهذا مصداقا لقوله ( وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني )،
فعلينا_عباد الله_ بحسن التوكل الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، ونواصي، وقلوب الخلق _ جل ذكره _ والتمسك بالكتاب والسنة.

والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.

المصدر:
ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، غريب القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لأبي بكر السجستاني، تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الأندلسي، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للنحاس، معاني القرآن للأخفش، ايجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تفسير البغوي، التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، تفسير الجلالين، فتح القدير للشوكاني، تفسير أبي السعود، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، تفسير الألوسي، النكت والعيون للماوردي، البسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير السمرقندي، لطائف الإشارات للقشيري، فتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حسن خان، باهر البرهان في توضيح مشكلات القرآن لبيان الحق النيسابوري، تفسير القرطبي، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي، تفسير العز بن عبد السلام، اللباب لسراج الدين النعماني.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ 00966509006424
 
قوله تعالى
﴿لكِنِ الرَّسولُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ جاهَدوا بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم وَأُولئِكَ لَهُمُ الخَيراتُ وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ۝أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾
[التوبة: 88-89]

قال أبو حيان الأندلسي في "البحر المحيط" :

والمعنى: إن تخلف هؤلاء المنافقون فقد توجه إلى الجهاد من هو خير منهم وأخلص نية. كقوله تعالى: فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين.

قال النسفي في "مدارك التنزيل": أي إن تخلف هؤلاء فقد نهض إلى الغزو من هو خير منهم.

قلت ( عبدالرحيم ): لما ذكر الله حال المنافقين_ شر من وطيء الثرى_ حينما دعوا إلى الإيمان بالله، والجهاد في سبيله؛ فأبوا إلا الكفر؛

نعت صنفا من الناس؛ هم أكرم الخلق على الله بعد المصطفين الأخيار؛ أعني قرة العين الصحابة رضي الله عنهم؛ حينما دعوا إلى الله، والجهاد في سبيل الله؛

فقال مخبرا عنهم:

*{لكن الرسول والذين آمنوا معه}:* يعني الرسول، وأصحابه_ رضي الله عنهم أجمعين _ وهذه شهادة من الله لهم؛ ولا غرو فقد شهد لهم ربهم قبل أن يُخلقوا:

فإياك بغير الخير تذكرهم؛ فتلقى ربك وهو عليك ساخط غضبا؛ فهم من نصر الله بهم الملة.

قال الله تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا):

قال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم":

ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك - رحمه الله ، في رواية عنه - بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة ، قال : لأنهم يغيظونهم ، ومن غاظ الصحابة فهو كافر لهذه الآية . ووافقه طائفة من العلماء على ذلك . والأحاديث في فضائل الصحابة والنهي عن التعرض لهم بمساءة كثيرة ، ويكفيهم ثناء الله عليهم ، ورضاه عنهم .

قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن":

لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله . فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين ، وأبطل شرائع المسلمين...انتهى

وقال تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً): قال ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم": فعلم ما في قلوبهم: أي: من الصدق والوفاء والسمع والطاعة " انتهى

روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه».

قال أبو عبيد: معناه لم يدرك مد أحدهم إذا تصدق به ولا نصف المد ، فالنصيف هو النصف هنا . وكذلك يقال للعشر عشير ، وللخمس خميس ، وللتسع تسيع ، وللثمن ثمين ، وللسبع سبيع ، وللسدس سديس ، وللربع ربيع . ولم تقل العرب للثلث ثليث.
حكاه القرطبي.

قال الطحاوي في "بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة": وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان. انتهى

فمن قال فيهم بخلاف ما قال فيهم الله ورسوله؛ من الفضل، والإحسان؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ومن طعن فيهم فهو ملحد زنديق، ومن قال فيهم بغير الجميل؛ فطرحه الله في النار.

قال شمس الأئمة السرخسي في "أصول السرخسي": فَمن طعن فيهم فَهُوَ ملحد منابذ لِلْإِسْلَامِ دواؤه السَّيْف إِن لم يتب.

قال أبو بكر الخلال في" السنة":
وأخبرني عبد الملك بن عبد الحميد، قال: سمعت أبا عبد الله، قال: " من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين ".

وقال أبو زرعة الرازي رحمه الله:
إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة).
رواه أبو بكر ابن العربي بسنده في "العواصم من القواصم".

وقال أبو نعيم الأصبهاني في " الإمامة والرد على الرافضة ":
فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزللهم، ويحفظ عليهم ما يكون منهم في حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه.

انتهى.

ثم أخبر الله عز وجل أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلوا النفس، والمال في إعلاء كلمة الله، ونشر دينه في الأرض؛ ولولاهم لما عبد الله في الأرض بقوله:

*{جاهدوا بأموالهم وأنفسهم}:* وهم راغبين؛ في الله ورسوله؛ ولم يضنوا ( يبخلوا ) بجليل ما يملكونه.

*قوله {وأولئك لهم الخيرات}:* يعني الحسنات.
قاله البغوي في معالم التنزيل، والثعلبي في الكشف والبيان، والسمرقندي في بحر العلوم.

قال السيوطي في تفسير الجلالين: في الدنيا والآخرة.

قال القرطبي: فالمعنى لهم منافع الدارين.

قال مكي في الهداية إلى بلوغ النهاية: المعنى: هؤلاء لهم خيرات الآخرة ونعيمها.وواحد {الخيرات}، " خيرة " مخففة، و " خيرات " كل شيء، أفضله.

قال ابن عطية في "المحرر الوجيز":
والخيرات جمع خيرة وهو المستحسن من كل شيء، وكثر استعماله في النساء، فمن ذلك قوله عز وجل: فيهن خيرات حسان.
وبه قال أبو حيان في البحر.

وقيل: المراد بها الغنائم من الأموال والذراري.
وقيل: أعد الله لهم جنات، تفسير للخيرات إذ هو لفظ مبهم.
حكاه في البحر.

*قوله {وأولئك هم المفلحون}:* أي الفائزون بكل مطلوب.
قاله النسفي.

قال مكي: أي الباقون في النعيم، المخلدون فيه.وأصل " الفلاح ": البقاء في الخير، وقولهم: " حي على الفلاح " أي: تعالوا إلى الفوز، يقال: " أفلح الرجل "، إذا فاز وأصاب خيرا. انتهى

*قوله {أعد الله لهم}:* أي لا لغيرهم.
قاله البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور.

*قوله {جنات}:* أي بساتين.
قاله صديق حسن خان في" فتح البيان في مقاصد القرآن".

قال القرطبي: والجنات: والبساتين.

*قوله {تجري من تحتها الأنهار}:* تجري من تحت أشجارها الأنهار.
قاله الطبري.

*قوله {خالدين فيها}:* أي لابثين فيها أبدا.
قاله مكي.

قلت( عبدالرحيم ): قوله {خالدين فيها}: فيه تعريض بفناء الدنيا، وسرعة زوالها؛ فليس للعبد أن يغتر بها في أمره عامة، وإذا دعي إلى الجهاد في سبيل الله خاصة؛ فهؤلاء تركوا أمر الله فهلكوا؛ قال تعالى ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ )؛ ولكن كما قال ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ).

*قوله {ذلك}:* أي الأمر العالي الرتبة.
قاله البقاعي.

*قوله { الفوز العظيم}:* أي لا غيره.
قاله البقاعي.

قال السمرقندي: يعني: النجاة الوافرة والثواب الجزيل.

انتهى

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ 00966509006424
 
قوله تعالى
{وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}[التوبة:90]

قال أبو حيان في البحر المحيط في التفسير:

ولما ذكر أحوال المنافقين الذين بالمدينة شرح أحوال المنافقين من الأعراب.

*قوله {وجاء المعذرون}:* المقصرون.
قاله أبو حيان الأندلسي في تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، وبيان الحق النيسابوري في توضيح مشكلات القرآن، وحكاه غلام ثعلب عن ثعلب في ياقوتة الصراط، وابن الهائم في التبيان في تفسير غريب القرآن.

وزاد بيان الحق: يظهرون عذرا ولا عذر.

وزاد أبو حيان: يوهمون أن لهم عذرا.
وبنحوه ابن الهائم.

قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: والمعذر: من يرى أن له عذرا ولا عذر له.

قال البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: أي المبالغون في إثبات الخفايا من الأعذار المانعة لهم من الجهاد - بما أشار إليه الإدغام، وحقيقة المعذر أن يتوهم أن له عذرا ولا عذر له، والعذر: إيساع الحيلة في وجه يدفع ما ظهر من التقصير.

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن: أي من معذّر، وليس بجادّ إنما يظهر غير ما في نفسه ويعرض ما لا يفعله.

قال ابن قتيبة في غريب القرآن: الذين لا يجدون إنما يعرضون ما لا يريدون أن يفعلوه. يقال: عذرت في الأمر إذا قصرت وأعذرت حذرت.

قال السمعاني في تفسيره: واعلم أن هذه الآية نزلت في المنافقين، وقد اعتذروا ولم يكن لهم عذر.

قال عبدالرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره: أي‏:‏ جاء الذين تهاونوا، وقصروا منهم في الخروج لأجل أن يؤذن لهم في ترك الجهاد، غير مبالين في الاعتذار لجفائهم وعدم حيائهم، وإتيانهم بسبب ما معهم من الإيمان الضعيف‏.‏

وقيل: المعذرون: من كانوا لهم عذر؛ وهم صادقين فيه.

قال ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل: واختلف هل كانوا في اعتذارهم صادقين أو كاذبين...

قال ابن كثير في تفسيره:
قال الضحاك ، عن ابن عباس : إنه كان يقرأ : " وجاء المعذرون " بالتخفيف ، ويقول : هم أهل العذر .
وكذا روى ابن عيينة ، عن حميد ، عن مجاهد سواء .قال ابن إسحاق : وبلغني أنهم نفر من بني غفار منهم : خفاف بن إيماء بن رحضة .وهذا القول هو الأظهر في معنى الآية ؛ لأنه قال بعد هذا : ( وقعد الذين كذبوا الله ورسوله ) أي : لم يأتوا فيعتذروا .

قال السعدي: ويحتمل أن معنى قوله‏:‏ ‏{‏الْمُعَذِّرُونَ‏}‏ أي‏:‏ الذين لهم عذر، أتوا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليعذرهم، ومن عادته أن يعذر من له عذر‏.

(فائدة):

قال الفراء في معاني القرآن: وهو في المعنى المعتذرون، ولكن التاء أدغمت عند الذال فصارتا جميعا (ذالا) مشددة، كما قيل يذكرون ويذكر.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( يا أيها المزمل ): قال الأخفش في معاني القرآن: والأصل: المتزمل، ولكن أدغمت التاء في الزاي و {المدثر} مثلها.

*قوله {من الأعراب}:* سكان البادية وهم أخص من العرب إذ العربي من تكلم باللغة العربية سواء كان يسكن البادية أو الحاضرة.
قاله صديق حسن خان في فتح البيان في مقاصد القرآن.

والمعنى: وجاء المعتذرون من الأعراب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم:

*قوله {ليؤذن لهم}* يعني: في القعود.
قاله الإيجي الشافعي في جامع البيان في تفسير القرآن، وابن أبي زمنين في تفسيره.

قال صديق خان: أي لأجل أن يأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتخلف عن الغزو.

*قوله {وقعد الذين كذبوا الله ورسوله}:* في ادعاء الإيمان من منافقي الأعراب عن المجيء للاعتذار.
قاله السيوطي.

*قوله {سيصيب}:* أي بوعد لا خلف فيه.
قاله البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور.

*قوله {الذين كفروا منهم}:*يعني المنافقين من الأعراب.

*قوله {عذاب أليم}*يعني وجيع.
قاله مقاتل بن سليمان.

قال أبو السعود في تفسيره: بالقتل والأسر في الدنيا والنار في الآخرة.

قلت ( عبدالرحيم ): وحاصل ما ذُكر: أن الأعراب انقسموا في أمر استئذانهم إلى فريقين:

الأول: فريق جاءوا معتذرين يستأذنوا رسول الله في التخلف؛ والله أعلم بحالهم في دعواهم.

قال أبو بكر الجزائري في أيسر التفاسير: جاءوا يطلبون الإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخلف بدعوى الجهد والمخمصة، وقد يكونون معذورين حقا وقد لا يكونون كذلك.‏ انتهى كلامه.

والثاني: فريق تبجح بالتخلف، ولم يرفعوا رأسا بأمر الله ورسوله، ولم يكلفوا أنفسهم اعتذارا؛ ولو ظاهرا؛ لذلك توعدهم الله بالعذاب الأليم صراحة؛ كما قعدوا صراحة.

قال الواحدي في الوسيط: قال أبو عمرو بن العلاء: كلا الفريقين كان مسيئا: جاء قوم فعذروا، وجنح آخرون فقعدوا.
يريد أن قوما تكلفوا عذرا بالباطل، فهم الذين عناهم الله بقوله: وجاء المعذرون، وتخلف آخرون من غير تكلف عذر وإظهار علة، جرأة على الله ورسوله، وهو قوله: {وقعد الذين كذبوا الله ورسوله} يعني: لم يصدقوا في إيمانهم، وهم المنافقون.
انتهى كلامه

قلت: وهنا نكتة:

إن كان ولا بد من اقتراف الذنب فلا يكون عيانا جهارا بتبجح؛ فيطلع عليه الناس، فإن كان ولابد فلا يظهره.

وفيه أن خطر الذنوب في ذاتها، وفي عقابها يتفاوت.

فإن قلت: إذا كنت تشير إلى أن الاستترار بالمعصية خير من إظهارها؛ فما تقول في المنافق الذي يدعي الإسلام وقد ستر الكفر وهو أشر من الكافر الذي أظهر كفره؟!

قلت: هذا في شأن الدنيا؛ لنا ظاهر الخلق، وسرائرهم في الآخرة إلى الله الذي لا يخفى عليه شيء - جل ذكره -.

انتهى

والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ 00966509006424
 
قوله تعالى
( وَالذّارِياتِ ذَروًا (1) فَالحامِلاتِ وِقرًا (2)) [الذاريات]

*قوله ( و ):* قسم.

*قوله ( الذاريات ):* الرياح؛ تنثر وتفرق.

يقال: ذرت الرياح: أي تذريه ذريا.

أي: الرياح التي تذرو التراب وغيره.

ومنه قوله تعالى ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ): تَذْرُوهُ: أي تنثره، وتفرقه.

*قوله ( فالحاملات ):* أي السحاب.

*قوله ( وقرا ):* ثقلا.

يعني السحاب تحمل الماء.
_____________
المصدر
تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن للفراء، تفسير الجلالين،روح المعاني للألوسي.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ 00966509006424
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم؛ أما بعد:

فبحمد الله قد أنشأت مجموعة:

*رسائل تفسير متنوعة؛ غير ملتزمين الترتيب*.
*( معاني وغريب القرآن )*

يمكنكم الآن الانضمام إلى المجموعة بالضغط على الرابط أدناه؛ بعد الاطلاع على الشروط.

شروط المجموعة:

موافقتكم على الشروط أدناه عهد منك لنا:
( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا ).

1 - إن وجدتم خطأ في التفسير فلكم التصحيح على الملأ؛ نصحا لله ولكتابه.

2 - يجب العلم بأن المجموعة للمتابعة فقط،
ولا يسمح لكم مطلقا بالإرسال إلى المجموعة، أو التعليق على مخالفات الغير؛
إلا إن وجدتم خطأ في التفسير كما سبق، وجميع الاستفسارات على الرقم أدناه.

3 - عدد رسائل التفسير من 1 إلى 5 رسالة في اليوم والليلة ( إلا ما شاء الله ).

4 - عدم إرسال شكرا على الإضافة، أو إلقاء السلام بعد إضافتكم.

https://chat.whatsapp.com/4y3M9E0evcn0u0YT5ibnHa
__________
مدير المجموعة: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424
 
قوله تعالى
( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا ) النساء 85

قوله ( كفل منها ): نصيب من الوزر بسببها.

مقيتا : أي مقتدرا.

وإليه ذهب ابن عباس وابن جرير والسدي وابن زيد والفراء وأبو عبيد وابن قتيبة والخطابي.

وذكر عبدالله بن حسنون السامري: يعني قديرا بلغة مذحج.

وقيل: حفيظا.

المصدر :
اللغات في القرآن لحسنون السامري، مسائل نافع بن الأزرق لعبدالله ابن عباس، تفسير المشكل لمكي القيسي، غريب القرآن لابن قتيبة، التبيان لابن الهائم، تفسير الجلالين.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ 00966509006424

لمتابعة قناتنا على تليجرام: https://t.me/abdelrehim19401940
 
قوله تعالى
﴿وَهُوَ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيلَ لِباسًا وَالنَّومَ سُباتًا وَجَعَلَ النَّهارَ نُشورًا﴾ [الفرقان: 47]

*قوله ( وَهُوَ الَّذي ):* أي وربك الذي.
يناسبه مطلع الآيات التي قبلها ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل... ).

*قوله ( جَعَلَ ):* بمعنى صير.
قاله الفخر الرازي في التفسير الكبير.

*قوله ( لِباسًا ):*أي سترا.
قاله ابن قتيبة في غريب القرآن القرآن، والنحاس في معانيه، وأبو بكر ابن العربي في أحكام القرآن، والسمرقندي في بحر العلوم، والثعلبي في الكشف والبيان.

وزاد السمرقندي: يستر جميع الأشياء.

وزاد الثعلبي: تستترون وتسكنون فيه.

قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: سترا وحجابا لأبصاركم.

قال مكي في الهداية إلى بلوغ النهاية: أي: سترا وجنة تسكنون فيه: فصار سترا تستترون في ظلمته، كما تستترون بالثياب التي تلبسونها.

وزاد أبو بكر ابن العربي: للخلق؛ يقوم مقام اللباس في ستر البدن، ويربى عليه بعمومه وسعته.

قال الجصاص في أحكام القرآن: سمى الله تعالىالليللباسالأنه يستر كل شيء يشتمل عليه بظلامه.

قال السمعاني في تفسيره: أي: يلبسكم بظلمةالليلعند غشيانه، فكأنالليللباس الناس.

وقيل معنى قوله ( لِباسًا ): سكنا.

قاله مقاتل بن سليمان في تفسيره، و ابن أبي زمنين في تفسيره.

وزاد ابن أبي زمنين: يسكن فيه الخلق.

وحكاه يحيى بن سلام في تفسيره عن السيدي.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ): قال مقاتل بن سليمان في تفسيره، والسمرقندي في بحر العلوم: هن سكن لكم وأنتم سكن لهن.

قال ابن أبي زمنين في تفسيره، والبغوي في تفسيره: سكن لكم.

وقال الإيجي الشافعي في جامع البيان في تفسير القرآن: سكن.
انتهى

*قوله ( سُباتًا ):* راحة.
قاله ابن قتيبة في غريب القرآن، والسمرقندي في البحر، والثعلبي في الكشف، والواحدي في الوجيز، والألوسي في روح المعاني.

وزاد الثعلبي: لأبدانكم وقطعا لعملكم، وأصل السبت القطع ومنه يوم السبت والنعال السبتية(1).

وزاد السمرقندي: للخلق ليستريحوا فيه بالنوم.

وزاد الألوسي: لأبدانكم من نصب المجاهدات.

قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: والسبات أن ينقطع عن الحركة والروح في بدنه، أيجعلنا نومكم راحة لكم.

قال مقاتل بن سليمان: يعني الإنسان مسبوتا لا يعقل كأنه ميت.

قال ابن أبي زمنين: يسبت النائم حتى لا يعقل.

قال مكي في الهداية: أي يقظة وحياة من قولهم نشر الميت إذا حيي.

قال الثعلبي: أي يقظة وحياة تنشرون فيه وتنتشرون لأشغالكم.

قال مقاتل بن سليمان: ينتشرون فيه لابتغاء الرزق.

قال الألوسي: تنتشرون فيه لطلب ضرورياتكم.

قال السمرقندي: أي للنشور ينتشرون فيه لابتغاء الرزق.

قلت ( عبدالرحيم ): قوله تعالى ( وَجَعَلَ النَّهارَ نُشورًا ): يعني يقظة، وحياة؛ بعد منامكم بالليل؛ بعد موتكم الميتة الصغرى؛ لأن النوم موتة صغرى؛ قال تعالى ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ).

لذا كان من المناسب بعد القيام، والاستيقاظ من النوم يقال : «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» (2).

وأحمد الله الذي لا إله إلا هو؛ من قبل ومن بعد؛ أن وفقني الله لهذا؛ قبل أطلع على كلام ابن عطية، والزمخشري والبيضاوي_ رحمهم الله، وعفى عنهم_؛

حيث قال ابن عطية في المحرر الوجيز:

«النشور» في هذا الموضع الإحياء شبه اليقظة به ليتطابق الإحياء مع الإماتة والتوفي اللذين يتضمنهما النوم والسبات... انتهى

وقال الزمخشري في الكشاف:

والسبات: الموت. والمسبوت: الميت، لأنه مقطوع الحياة، وهذا كقوله وهو الذي يتوفاكم بالليل. فإن قلت: هلا فسرته بالراحة؟
قلت: النشور في مقابلته يأباه إباء العيوف الورد وهو مرنق. وهذه الاية مع دلالتها على قدرة الخالق فيها إظهار لنعمته على خلقه، لأن الاحتجاب بسترالليل، كم فيه لكثير من الناس من فوائد دينية ودنيوية، والنوم واليقظة وشبههما بالموت والحياة، أى عبرة فيها لمن اعتبر.وعن لقمان أنه قال لابنه: يا بنى، كما تنام فتوقظ، كذلك تموت فتنشر.

انتهى كلامه.

وقال البيضاوي في أنوار التنزيل _ وإن كان اختصارا لكلام الزمخشري _:

(وجعلالنهار نشورا ): ذا نشور أي انتشار ينتشر فيه الناس للمعاش، أو بعث من النوم بعث الأموات فيكون إشارة إلى أن النوم واليقظة أنموذج للموت والنشور. وعن لقمان عليه السلام يا بني كما تنام فتوقظ كذلك تموت فتنشر.
انتهى كلامه.

قلت: فمعنى قوله ( نُشورًا ): أي تنتشرون، وتتفرقون، وتجيئون وتذهبون فيه؛ طلبا للرزق، وابتغاء المنافع، وما يصلح معاشكم؛ بعد أن منّ عليكم ربكم وأحياكم من بعد ما أماتكم.
ومنه قوله تعالى ( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ): قال السمرقندي في البحر: اطلبوا الرزق من الله تعالى بالتجارة والكسب.

قال ابن أبي زمنين: يعني فتفرقوا في الأرض.

ومنه ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ): قال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ: أي تتفرقون في حوائجكم، وتتصرفون في متقلباتكم.

قال النسفي في مدارك التنزيل وحقائق التأويل: تنصرفون فيما فيه معاشكم.

قال السمعاني: أي يجيئون وتذهبون.
انتهى
.........................

(1): النعال السبتية: التي نزع شعر الجلد منها.
معجم لغة الفقهاء.

(2)رواه البخاري( 6312) من حديث حذيفة بن اليمان. ورواه مسلم ( 2711 ) من حديث البراء.

...............
انتهى
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ 00966509006424

لمتابعة قناتنا على تليجرام:
https://t.me/abdelrehim19401940
 
بارك الله فيك أخي
هل هناك من مجموعات أخرى في الواتساب تنصحنا بالإنضمام إليها مختصة في الدراسات القرآنية كالوقف والابتداء مثلا أو اللغة العربية أو النحو والصرف وغيرها من مواضيع الدراسات القرآنية
وجزاكم الله خيرا.
 
وفيكم بارك، وجزاكم مثله؛ أخي عبدالمجيد فراح.

أقول: لا أعلم مجموعات، إلا مجموعات ( معاني وغريب القرآن ). يمكنكم الانضمام إليها عن طريق هذا الرقم: 00966509006424

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
عودة
أعلى